قبل مدة جائتني دعوة الى حضور ملتقى الشعراء السنوي في تونس في مدينة نابل الساحليه
فأعددت هذه القصيده للمشاركه

ألحبُ حقٌ مِن لَذيذِ حُقوقي = والوصلُ بَدّدَ عَتمَتِي بِشروقي
والمرَّ بالشَّهدِ الأَشَدِّ حَلاوَةً = والرَّيبَ في نَيْلِ المُنى بِوُثوقي
والشوقُ كانَ على الطريقِ مَطِيَّتي = بل صاحِبي في رِحلَتي وَرَفيقي
أَرمي بهِ حَسَدَاً يَكادُ يَصُدُّني = وأُحِيلُهُ من ظاهرٍ لِزَهوقِ
وأَسيرُ مُمتَلئَ الفؤادِ مَسَرَّةً = يُذكي الخُطى لِرَغائِبي تَحقيقي
ما ساءَنِي كبدُ الطريقِ إِليكُمُ = بلْ سَرَّني أَنّي عَرَفتُ طريقي
ونظمتُ من وَحيِ اللقاءِ قصيدتي = يزهو بأَحدثِ ما نظمتُ عَتيقي
ما كلُّ من دَرَسَ العروضَ بِشاعرٍ = أَو كُلُّ مَكسُوٍّ مَشى بِأَنيقِ
الشعرُ أَجنِحَةٌ تُحلِّقُ عالياً = حيثُ البيانُ وروعةُ التَّحليقِ
يا تونسَ الخَضراءِ إن لم تَعلَقي = فوقَ الشِّفاهِ فَزَلَّتي وعُقوقي
إن لم تَكُن شَفَتي بِتُونسَ رَطبَةً = ضَلَّ القصيدُ وبَهجَتي وبَريقي
قد يَمدَحُ الشُّعراءُ زَيفاً حاكِمَاً = لكنَّ مَدحِي صادقٌ وحَقيقي
بالأَمسِ أَحرَقَنا تَخاذُلُ أُمَّةٍ = وَبِماءِ تُونُسَ قد كُفِيتُ حَريقي
في القدسِ أَذكُرُكُم وأَذكُرُ فَضلَكُم = وأُحِسُّكُم في زَفرَتي وَشَهيقي
في القدسِ أُبصِرُكُم وأَسمَعُ صوتَكُم = ودِماؤُكُم تَجري مَعي بِعُروقي
ما غَرَّني في الشِّعرِ إِطراءُ الوَرى = أَو نَشوَةٌ بِحَرارَةِ التَّصفِيقِ
لكِنَّما في الصَّدرِ جُرحٌ غائِرٌ = يُذكي ضِرامَ نَوَابِضِي وَخَفُوقِي
وَيُنِيرُ في الأَحداقِ وَمضَاً بارِقاً = حتى تَطاوَلَ في الدُّجى تَحدِيقِي
يا سَيِّدَ الشُّعراءِ عَفوَكَ سَيِّدي = صَفحَاً لِبَعضِ تَجاوُزِي وَخُرُوقِي
أَوَلَيسَ في مِليَارِ مُسلِمَ نَخوةٌ = تَأتي على ظَمَإٍ بِبَلَّةِ رِيقي ؟
تَغفو القُصورُ وفي السُّجونِ مُحَدِّقٌ = فَإِلى مَتى يا أُمَّتي تَحديقِي؟
_______________
صلاح ريان