يا صديقي
قد تخلى عن جراحي الأقربون
ولقدْ تناساني الرفاقُ ولمْ يَعُدْ
في الغابةِ الخضراءِ أوراقٌ
لتحملهَا الغصونْ
لم يعُدْ للقلبِ دقاتٌ
ولا في الغيمِ أمطارٌ
ولا حتى السنينَ بقَتْ سِنينْ
هذا التصحُرُ في حياتي ما انتهى
وتراقصُ الغِربان فوق َمصائبي قَدَرٌ
وصوتُ البومِ أيضاً والشجونْ
حُورِبتُ ِممَن في الحشا يتعاظمون
ممن إذا هَتفوا وقفتُ لأجلِهِم
وإن استراحوا وسْطَ قلبي يجلسون
َقدَّمْتُ للأقرانِ مأساتي
فراحَ العجزُ يستلقي بأحرُفِهِم
وعَجِبتُ كيفَ تنامُ أعينُهمْ مُفتّحة َالجفون
عُودِيتُ في نظراتِهِم ..همساتِهِم
وتَجاهلٍ ما كنتُ أعرِفُه ُ
وهُمْ في الغدرِ والنُكران ِ_تباً_ غارقون
"كيفَ فوقَ الأرضِ أمشي"؟
راحَ بعض ُالقومِ يسألُ في ذهول
حتى على صبري وإخفاقي أُعاقَبُ
مِن عيونٍ لم أجِدْ فيها عيونْ
الشيبُ لم يصفَحْ ولا حتى البُكا
وتهونُ كلُ الذكرياتِ فما مضى
هو فائتٌ مُتَصاغِرٌ مهيونْ
كنتُ المُصَدَّقَ إن ْرميتُ حكايتي
والآن حتى إنْ بثثتُ قصيدتي
يتغامزون على الحروفِ ويلمزون
قلبي يطيش على بحيراتِ الأسى
إني انثنيتُ كعودِ ريحانٍ
أتتهُ الريحُ بالكادِ انثنى
قلبي ضجيجٌ في سُكون
يا صديقي
لم يصافحني سواكَ وكُلَما
قاربتُ كَفِّي صافحتْني _في جفا_ أيدي المنون
كلما عانقتُ يوماً
تاركا ًألماً وحزنا ً
تاركاً خلفي مَقامي
شاب َأوقاتي ابتساماتٌ لثغرٍ في الأسى مدفون
لا تلُمني
إنَّ في لوم الأحبةِ ظُلمَ من هم يعشقون
إنَّ مَن في مثلِ حالي
لا تعالجُه الكياسةُ والنصيحة ُوالتخبط ُوالظنونْ
إنَ دولابَ العجائبِ قد رماني في عجائِبهِ لوحدي
إنني أمسيتُ قُرباناً يُقدِمُهُ الزمانُ إلى زماني
إنني في جدولِ الأعمالِ للإخفاقِ مِن بعضِ الشؤون
يا صديقي قد تخلى عن جراحي الأقربونْ
شعر : مظهر عاصف.