يخونني البُعدُ إنْ أوشكتُ يا زمنُ ..
( فكيف عَهدُكِ بالأشواقِ يا يمنُ ؟ )
.
وكيف حال حبيبٍ لمْ يزلْ وطناً ؟ ..
و رَوضُهُ ( إبُّ ) يا ( صنعا ) و يا ( عَدنُ )
.
وهل (سُمارةَ ) يا ( حَبُّ ) بهِ اجتمعتْ
لواعجُ الشَّوقِ واشتدّتْ بهِ المحنُ ؟
.
وهلْ بـ ( بجبلةَ ) يا ( أروى ) لنا شَغفٌ
ما الوصلُ إنْ لمْ يُخالطْ وصلنا الشَّجنُ ؟
.
وهلْ بـ ( بعدانَ ) عِطرٌ يا مِلاحُ وهلْ ..
مَازالَ ( وادي بَنَا ) في وجههِ حَسَنُ ؟؟
.
وفِي ( المشنَّةَ ) شلالٌ بهِ اختمرتْ
سواقي الرُّوحِ واستهوى به البدنُ
.
وهل لـ ( دَمْتٍ ) – على الأوجاعِ – ألسنةٌ
يا ( حُصن شِرْيَافِ ) أم أودى بها الوَسنُ
.
وسفحُ ( عيبانَ ) هل بارودهُ ثَمِلٌ
وهل تنامى على أسوارهِ الوهنُ ؟
.
والموت يا ( بابُ ) في عينيكَ أرصدهُ
كأنّهُ عند ( سوقِ الملحِ ) مُرتهَنُ
.
و ( عرشُ بلقيسَ ) هل يا ( هُدهد ) اندثرتْ
آثارهُ بين مَنْ دَفنوا ومَنْ دُفِنوا ؟
.
وباعد اللهُ .. حتى فارقتْ ( نُقمٌ )
أسفارها .. واستفاقتْ دونها المُدنُ
.
ومِن هُنا مَرَّ وجهٌ يمتطي جسداً
كأنَّهُ دون مَنْ مَرّوا هو الفطِنُ
.
يُلقي الخِطابَ وكلٌ فاغرٌ فمهُ
وليس يدري لماذا تعشقُ الأٌذُنُ ؟
.
يقول : ( صرواح ) يجري عشقُها بدمي
و ( صِيرة ) المجد قلبي .. والهوى ( تُبنُ )
.
وقد رضعتُ بـ ( وَادِي ظَهْرِ ) كُلَّ أذىً
وكُل نبضٍ بقلبي عِرقهُ ( يَزنُ )
.
وفي ( شرحبيلَ ) نبعي و ( الخُريبة ) بي
وقُرب ( دوعنَ ) طابَ العيشُ والسكنُ
.
وفي ( المُكلّا ) دموعي يا ( تريم ) ويا..
( وداي الضَّباب ) رموشي كُلّها سُفنُ
.
وفي ( تهامةَ ) عقلي .. والمِدادُ دمٌ
لكنْ تغلغلَ فيهِ اليأسُ والحَزَنُ
.
.
هنا ويهمسُ قلبي .. حُرقةً وأسى
هذي معالم وجهي أيها الوطنُ
_______________
محمد الحالمي