أيُّها الأَعرابُ
في عصر الثكالى
والنَّحيبْ
أمرُكُمْ فعلاً عَجيبْ
يا تماثيلَ الزمانِ العُهْرِ
والصَّمْتِ المُريبْ
هل أَلِفْتُمْ مشهدَ الشَّاشاتِ
في أوكاركُمْ حُبْلى
بأشلاءِ الطُّفولةْ ؟ !
تمسَحونَ الدَّمَّ عنها
بِقُصاصاتِ الأغاني الهابِطاتْ
ومَناديلِ الرَّذيلةْ
هل قَطَعْتُمْ كُلَّ حَبْلٍ
بينَ ناديكُمْ
وأسبابِ الرُّجولة ؟ !
هل تَنَكَّرْتُمْ وأوصدتُّمْ على أصنامِكُمْ
كلَّ أبوابِ الفضيلة ؟ !
يا أعاريبَ الملاهي !
والمقاهي !
والجُيوبْ !
يا جماهيرَ الغواني !
والمُميلاتِ الهوى
والمائِلاتْ !
والكواسي العارياتْ !
والكراسي
صارَ يعلوها الغُبارْ !
مَلَّتِ الأبدانَ منكُمْ
والخُوارْ !
هل سمعتُمْ صرخةَ الثَّكْلى
على أولادِها ؟ !
هل رأيتُمْ نَدْبَةَ الأسواط في الخدَّينِ
من جلَّادِها ؟ !
لم تَرَوْا تلكَ المآسي ؟ !!!!
أبكَتِ الأحجارَ ،
والأطيارَ ،
والأنهارَ ،
والصُّمَّ الرَّواسي
هَمُّكُمْ رُكْبُ الكراسي
فادْرَؤوا عنها
إذا كنتُمْ رجالاً صادقينْ
أو عِظاماً فاتِحينْ
سوف تُلقيكُمْ !
وتُخزيكُمْ !
وترميكُمْ بعيداً
من رأى العبرةَ في أقرانهِ
فَلْيَعتَبِرْ
من يعْتَبِرْ ؟ !
هل من مُجيبْ ؟ !
لن تُجيبوا !
أو يجيبَ القبرُ
والموتى
وأصحابُ القليبْ
لم يَعُدْ حتى خطابُ الشَّجْبِ
في قاموسِكُمْ ! ؟
أصبحَ " الفوتبولُ "
و " الأَيْدولُ "
و " البترولُ "
كُلَّ الفِقْهِ
في ناموسِكُمْ !!
وغدا برنامجُ الذَّبْحِ لَدَيْكُمْ
مثلَ أخبارِ الكُرَة
أو " كِلِيبَّاتِ " الأغاني
والوجوهِ السَّافِرَة
وَيْلَكُمْ !
وَيْلَ أبيكُمْ
من لقاءِ الآخرة
ومِنَ الخِزْيِ الذي ينزِلُ فيكُمْ
قبلَ يومِ الآخرة ! !
عبد الحليم  عبد الحليم