بعد ان وسوس لها الشيطان وقبل ان يمضي الى عمله اعترضت سبيله زوجته اللئيمة وقالت اختر إمّا انا وإمّا ابوك ما عدت اطيقه في البيت، وكان لها ما ارادت. فجاءت هذه الكلمات على لسان الأب المكلوم:
أيا ولدي ألَا ترْحَمْ
كبيراً كان يرعاكا
على الاسلامِ والايمانِ
والاحسانِ رَبّاكا
وكم في الليل من بردٍ
برمشِ العينِ غطّاكا
يُقَبِّلُ فاكَ في شغفٍ
ويرجو الله يَكْلاكا
وإنْ تَسْألْهُ مَصْروفاً
ضِيَا عَينيهِ اعطاكا
الم تَعْلمْ ايا ولدي
بأنَّ الله ناداكا
وقال:أَباكَ يا عبدي
تَعُقَّ أَباك إيّاكا
وتنهرُني وتزجُرُني
ويُنكرني مُحَيّاكا
لَسوفَ أغيبُ يا ولدي
وارحلُ عن بقاياكا
فما انتَ الذي امّلتُ
فيه المُرتجى ذاكا
وما انت الذي ارجو
حناناً في حناياكا
لِتنعمْ قربَ ظالمةٍ
بوجهِ الشؤْمِ تلقاكا
ودَعْني امضِ يا ولدي
عساه القلبُ ينساكا
___________
حسين الخطيب