1 نوفمبر, 2014 الحاضرون غياب
أَسـمَعْتَ لـو أهـلُ الـقبورِ أجابوا
أو أيـقـظَ الـصُـمَّ الـنـيامَ خِـطـابُ
يا صاحبي ليسَ الحقيقة ما تَرى
فـالـبـدرُ مَــحْـضُ حِـجـارةٍ وتــرابُ
فــلـعـلَّ تِــبـْـراً تَـقـتـنيهِ مُــزيـفٌ
ولــعــلَّ مــــاءً تـبـتـغيهِ سـَــرابُ
فابعث نِــداءَكَ فـي زمـانٍ آخِـرٍ
حــيـثُ الاغــاثـةُ والـنـداءُ يُـجـابُ
إذْ أنــتَ فــي زمــنٍ يـنوءُ بـأهلهِ
والـكلُ في حمّى النفاقِ مُصابُ
قـومٌ إذا اسـتنجَدْتَ فـيهم أدبروا
وإذا أتَـــــوكَ لــنــجـدةٍ فـــذئــابُ
سيّان إن حَضروا وإن لم يحضروا
فـهـمـو بـكـلـتا الـحـالتينِ غِـيـابُ
بـالمالِ إن حَـدَّثتَ هَـمساً بينهم
روسٌ تُــطــلُّ وتَــشــرأبُّ رِقـــابُ
والـمالُ لا يـغني الـنفوسَ كرامةً
ولـــهُ تـسـيـلُ مــدامـعٌ ولــعـابُ
فـَلـِكلِّ مـمـتلئِ الـجـيوبِ بِـطانةٌ
شِــيـبٌ لـديـهِ تَـمـلّقوا وشـبـابُ
ولــكـلّ قَــمّـامٍ هـنـالـكَ جـيـفـةٌ
ولــكـلِّ دبــقٍ كــم يَـطُـنُّ ذبــابُ
يـتـسـلقُ الـعـلّيقُ سـاقـاً غَـيـرَهُ
ولــــــهُ فـــــروعٌ جَـــمّــةٌ وذُؤابُ
ويـُعيبُني الـحسادُ، ذلـكَ شانُهم
فـخـرُ الـكـريمِ مــن الـلئّامِ يُـعابُ
مـا كـلُّ مـن ضـربَ الـرياحَ بجارحٍ
فـالـصقرُ صـقـرٌ والـغـرابُ غــرابُ
أنــا صـالـحٌ والـكـلُّ يـعقرُ نـاقتي
ولِـنَهْشِ لحمي في ثمودَ سِغابُ
وأنـا كـيوسفَ والـخصومُ بنو أبي
وهُــمُ الـذئـابُ ومــا هـناكَ ذئـابُ
أنــا فــي غـيـابي حـاضرٌ لِـمُلِمَّةٍ
رغــمَ الـجـفا والـحـاضرون غـيابُ
___________
عبدالكريم قاسم زبيدي