قصيدة

العيدُ أقبل والبـــــــــــلادُ عزاءُ
والطفلُ يلهو تحته الأشـــــلاءُ
الشعر يبكي والقصائد تنحني
والقلبُ ينعــــي والحروفُ رثاءُ
عُد أيها العيد المــضرّجُ بالدما
ما كنتُ أفرحُ والديـــارُ دمــــاءُ
عيداً ســــــعيداً لا تقل بديارنا
إنّ الســـــعادةَ نالها الشهداْءُ
أقمِ العزاء على العروبةِ حيثما
وُجدتْ فوأدُ الخــــــائنينَ وفاءُ
هذا هو الفرحُ الذي نحــــيا بهِ
ما دون ذلك أهــــــلهُ تعســاءُ
______________
براء بربور

أَناصِرُ في الحَشا شِعرٌ يَجولُ
وَشِعْري لَيسَ يَفْهَمهُ الجَهولُ
كَحَدِّ السَّيْفِ مَصْقولٌ كَلامي
وَبيضُ الهِنْدِ أَبْتَرُها الْصَقيلُ
كَفانا الفَخْرُ أنَّا دارُ عِزٍّ
فَنحْنُ وفي مَناقِبِنا أَقولُ
إِذا سَمِعَ السَّفيه بِنا تَوارى
وَيَخْطُفُهُ إِذا بِنَّا الذُّهولُ
وَنَحْنُ المُؤْلِمونَ إذا ضَربنا
وَعِنْد البَأْس تُرْشدنا العقولُ
وَفي الأخْلاق تَجْمعنا صِفاتٌ
يُورِّثها لَنا الشَيْخُ الجَليلُ
وَجيهٌ إِنْ تَكلَّمَ بَيْنَ قَوْم
أَتَتْ تُصْغي لِحكْمَتهِ الفُحولُ
وَمَنْ في الخَيْرِ تَرْبطه جُذورٌ
فَلنْ يَخْفَى إِذا حَضَرَ الأَصيلُ
أَخالدُ يا بْنَ داوود أَبانا
لَإِنَّكَ فوقنا ظِلٌّ ظّليلُ
حَماكَ الله مِنْ شَرِّ البَرايا
وأنْتَ السَّامِقُ الوَرِعُ النَّبيلُ
فَأعْرِضْ عَنْ وَضيعٍ إِنْ تَولَّى
طَريقاً فيه يَجْرفه النُّزولُ
لَعَمْرُكَ إِنْ يَجُدْ هَجْواً يَراعي
لَأُمْطِرهُ وَيُغْرِقه الهُطولُ
خَبيثُ النَّفْسِ تَفْضحه النَّوايا
يُغذِّي نَبضَهُ قلبٌ عَليلُ
لَحاكَ الله لَيْسَ الفقر عيبا
وَمِنَّا كانَ يَغْمُرُكَ الجَميلُ
أَأَنْساكَ الثَّراءُ صُروف دَهرٍ
وَأَنَّكَ جِئْتَ يَصْحَبُكَ العَويلُ
أَلا نَحْنُ الأُلِي فينا احْتَمَيْتُمْ
بِذاتِ البَيْنِ إِذْ عَزَّ القَبيلُ
فَأَغْدَقْنا عَليْكُمْ بِالْعَطايا
وَكَيْفَ الفَضْلَ يُنْكِره الدَّخيلُ
بَلى مَنْ كانَ مَغْروراً سَيَنْسَى
وَفي السَّرَّاءِ تُشْبِهُهُ العُجولُ
أَياسرُ قُمْ بِنا أَذِّنْ نُصلِّي
دَعْ الشّيطانَ يَصْحَبهُ الرَّذيلُ
تَرفَّعْ يا بْنَ أَمِّي عَنْ سَمينٍ
إِذا اشْتَدَّتْ سَيُرْعِبُهُ الصَّليلُ
_______________
جاسر البزور