يصومُ الحرفُ أياما طوالا
ويهجرُ فكر من زعموا القوافي
ولا يدرون أنّ الشعرَ بحرٌ
… بلا شطّ تسامرُه المرافي
يضيعُ المركبُ المصبوغ وهما
ولا يلقى سوى وجعِ المنافي
إذا التيّار قدْ لطمَ السفينَ
سباع الزيفِ أمسوا كالخرافِ
قراصنة الكنوز من الحروفِ
حروفكمو ستنعى في المشافي
أنا لستُ الذي يرمي فصيحاً
ألا تدرون ما لبَّ الخلافِ
هي الأشعارُ تولدُ كالجنينِ
وفي رحم الأديبِ كما النطافِ
فتبصُر بعد آلامِ المخاضِ
بصيصَ النورِ في جسد ارتجافِ
فتنمو في أبوّته نخيلا
بواحاتٍ تحاصرها الفيافي
هي الأشعار دمعاً في عيوني
إذا جفّتْ فقد حانَ انصرافي

رضوان قاسم