هل بعضُ عبيرٍ من بلدي ليضوعْ ؟
هل نسمةُ حقلٍ من قمحٍ يتمايل في غنج ٍ
من دونِ دموعْ؟
… يا بلدا لا يرجو إلا زقزقةَ العصفورْ
أو بسمةَ فجر لا يتأوّه من طعناتٍ في القلبْ
يرجو ألا يتوجًّعٌ طفل في حضنٍ مقتولْ
ترتاحُ قناديلي
تنسابُ تهاليلي
وترددُ أصدائي ترنيمَ أقاويلي
أرجوحةُ طفلي تغنجُ في دلعٍ وحبورْ
إنا لا نبغي قصرَ ربوعْ
بل نبغي بعضَ تناهيدِ الحبِّ المنثورةِ في الأصقاعْ
نرجو وطنا لا يطعنهُ الأوغادْ
كي نسمعَ أما وهي تهدهدُ طفلاً في المهدْ
نتجولُ في أرجاءِ حقولٍ دون عواءِ ذئابْ
وكرومك يا وطني تعريشةُ خمرٍ فوق غصونْ
ماذا سأجيبُ الطفلَ السائلَ عن قتلٍ وقبورْ؟
هل يقتلُ نجمٌ كي يتوالدَ فينا النورْ ؟
أم أن ثعالبَ كرمي تغزوها آفاتُ سُعار؟
أم أن حروفكَ يا لغتي أضحتْ سكينا بيدِ الجلادْ
هل أتركُ لبلاباً يتسلقُ جدراني؟
أوفي بحري في أنحاءِ سفائننا ؟
لكني أنطقُ باسمك يا وطني
بصلاتي عند الفجرْ
بجميع قواميسِ الدنيا
وسأرفضُ أيَّ استعصاءٍ في حَنجرَتي
كيلا يحتلَ الصمتُ تغاريدي!
أو ينأى عشقي لبراءةِ غصنْ!
فأنا مخلوقٌ كي تتمردَ حَنجرتي في عنفٍ مجنونْ
كي تصرخَ أو تغتالَ جهابذة َ القهرِ الأحمقْ
أو توقظَ أمواتاً من أقبيةٍ وقبورْ
فجراحُك يا وطني أهزوجةُ إصباحِ عنادلْ
كي تكنسَ ليلاً يجثمُ فوق الأكبادْ
ويغردَك الطفلُ الحاني لغصونِ ورودْ
ويهجئَ حرفك حين يناغي الأمَّ
تهدهدهُ في المهْدْ

شعر:رمزت عليا