برقتْ دموعي فاستشاطَ مُشاهدي
بصواعقِ الحكّامِ قد شُلَّتْ يدي

… أينَ الذي في الجدِّ كانَ مؤزراً
أينَ الذي في العسرِ كان مساعدي

أينَ العروبةُ والركامُ يلوكني
ودمُ الطفولةِ في نقوشِ وسائدي

إني بُليتُ وتحتَ وطأةِ عابثٍ
أمِنَ العقوبةَ خلفَ جُدرِ مُسوَّدِ

ما بينَ نارٍ للتيوسِ خَرَاجُها
والغربِ يرنو لابتلاعِ روافدي

أصبحتُ ثكلى لن تنامَ عيونُها
حتى ترى الأصباحَ رايةُ خالدِ
…………..
يا سادتي كم شاعرٍ متوسّدِ !
ظِلَّ الغرامِ وكم وكم متـلبِّـدِ

لا خيرَ في نظمِ القصيدِ وعَرضِهِ
إن لم يكن للحرفِ فعلُ مواقدِ

أطفالُ حمصٍ والقُصير وشيبُها
والصارخاتُ أمامَ شاهدِ راقدِ

والزاحفونَ على البطون ودمعةٌ
حرَّاقةٌ نكأت حناجرَ سُجَّدِ

والنازفونَ وفي الدروبِ جراحُهم
والحاملون على الظهورِ لمُقْعَدِ

والفاقداتُ لطهرهنَّ ظلامةً
لو أنّها نكأَتْ مشاعرَ قائدِ
.
.
لو أنها نكأت مشاعر قائدِ

شعر:حسين كامل البدري