عاد الكلام مهربا، ويحط في حجر القتيلْ
هذي اللغات جنونها، من بين إصبعها
تفتش عن سبيلْ
فلم تعد هذي السماء سماءنا
بل لم يعد ذاك الأصيل لنا أصيلْ
وتغيرت أشياؤنا وبدت كجسم ناحلٍ
بدم مسيلْ
وتغيرت فينا العواطفُ والشعورُ
وأصبحت أحلامنا شيئا عزيزا…….
مستحيلْ
والشؤم يعزف لحنهُ والشمس دثرها
الأفولْ
والفلّ مجروح الندى والعطر تحويه
الطلولْ
والزهر فضّ بكاره علج يواطئه
جهولْ
والورد يبكي للتواشيح التي كانت
وضمخه الذبولْ
والشر كل الشر في يده
وهو القتيل ممجدا شرف القتيلْ
وتشرذمت باقاته وغدت فلولْ
إن الحلول بأرضه كفرٌ فيا أشلاء أرواح
تسيلْ
أَوَ ما ترى شكل السماء مزخرفا
غصت بأنات العويلْ
ولم تعد فينا الحميةُ والمروءة هدها المعنى
المسطر في الطبولْ
والصمت خيم، والظلام يضيئه
والبوم تندبه بأشجان الغليلْ
والدرب حطمه التدهور، والهزيمةُ
شأنها ترضى المَقام، فلا رحيلْ
والجن عاث بأرضنا أنساً!!
وغام الفجرُ وانتحر الأصيلْ!!
والبيت مكسور العمادِ
وربه….. شبحٌ مقيلْ
والسيف منهوك القوى أعيا تصديه
الخمولْ
والأمة الخرساءُ تحكمها الإماءُ
يدوس مصحفها المقدسَ جندبٌ
ركب الخيولْ!!
واستلّ سيفاً معلناً: "أني الرسولُ، فلا رسولْ"!!
والأمة الصماءُ تبني مجدها في ذلها
وتسجد للذليلْ
والشرعة السمحاءُ لطَّخ وجهها
غِرٌّ، سفيهٌ، أو دخيلْ
ضاقت بنا الأرض الرحى
وبنا قد استعرت وشدت بالهطولْ
شرقٌ وغربٌ والجنوب وضدهُ،
قد أطبقت أنيابها والطهرُ أضحى
مستقيلْ
لكنما الأمجاد لا ترضى بأن نصلى بأوهام الغبيّ
فثار الجو وانتعش القتيلْ
ومشى شموخا هادر الإعصار،
مليونا يرج الكون محمود الصهيلْ
وتفتح الزهر الندي بكأسه،
وجرت أقدارنا في جدول الماء الجليلْ
لا، لم نعد تلك النعاج الذاهبات إلى مسالخ ذلها
والليل ودعنا
والفجر أهدانا بهي النور في الصبح الجميل
والموت مات بأرضه، وجيوشه الولهى يجللها الذبولْ
عاد الرسول الحقّ يتلو شرعه:
هذا الزمان موله بجموعنا
والسفر توحيه الجموع على الأصولْ
وبآخر الآيات يا أفراحنا اشتعلي
عادت أمة الأحرار والدنيا تقول:
زيدي جمالا يا جمال العيد
وارتوي بالسلسبيلْ
شعر:فراس حج محمد