قم وانظرْ . تجدْ محراثها المكسورَ قد هجرَ الترابْ

والقمّة الشماء أقصر قامةً …والحزن يشمخُ عاليا فوق السحابْ

والنسر تحكمُهُ قيودُ رقابةٍ قد سنّها سربُ البُغاثِ فلا يطيرُ

ولم يعد يزهو على قمم الشموخ … مُحلّقا جَوَّابْ

حتى فضاء الحلم أغلقه الغرابْ

حتى الأماني في كتاب الشعر يرفضها الكتابْ

حتى ثياب العز حين طلبتها في سوق أمجادي تجافني بتهمة جلدنا البالي

وتنكرني الثيابْ

وكأننا والأرض مختلفان …أسألُها : أ تعرفني!! فما ردّت جوابْ

وقصائد الشعراء مثل الأرض بعد رحيل مَن رحلوا يمرّغها الخرابْ

حزنا على الوطن الذي سكبوا دماهُ…. وصَدّعوه بحبّة التنديد …..

واصطنعوا له أقراص شجبٍ كي يكفّ عن السُّبابْ

أسقَوْه أكواب السياسةِ كي ينام على السرير مُخَدَّرا

حقنوه مصل خداعهم كي يحجبوا الطوفان عن أسيادهم

ويضيع في النسيان من فرط الشرابْ

وإذا تغنّى بالعروبة حالما وملّحنا ومُجَوّدا أشعاره تهفو له الأبواب

وطني له بابان….. تحملني مياه البحر ….والأشواق تغمرني… ويخنقني العتابْ

وهناك جسرٌ….. إن عبرتَ مع الحنين بلهفةٍ من تحت أسنان الحرابْ

سترى بلادا وجهها رغم الأسى يرنو إليك بمظهر جذّاب

شعر:أشرف حشيش