يا شامُ يا أرضَ العروبةِ كيفَ لا
نأسى على خطبٍ لكمْ أضْناني

ودمشقُ حاضرةُ الزّمانِ كما بَدا
تاريخُها هيَ أوّلُ البُلْدانِ

وبنو أُميَّةَ قد بنَوْا أمجادَها
وفُتوحُهُم تدعو إلى الإيمانِ

كانَ الوليدُ مُوَسِّعاً جَنَباتِها
والصينُ تابِعَةٌ إلى تَطْوانِ

شادوا العمائرَ والمساجِدَ تَزْدَهي
طوبى لَكُم فُزْتُم بَني مَرْوانِ

ومضى الزّمانُ وكنتِ أرضَ عُروبَتي
كنّا نَزورُكِ دونَ صكِّ بَيانِ

ماذا دهاكِ وأيُّ خصمٍ حاقِدٍ
طُمِسَتْ معالِمُها معَ البُنْيانِ

أينَ العمائرُ أينَ سِحْرُ بُيوتِها
بل أينَ بَحْرَتُها ورهطُ حِسانِ

نيرانُ بغْيٍ تصطلي بِسَمائها
والناسُ قَتْلى شُرِّدوا بِهَوانِ

اللهُ أكبرُ لا أُطيقُ مناظِراً
ساقٌ لِمَن هذي؟ هُناكَ يَدانِ

وتعدّدَتْ فيكِ الخصومُ وكم بَغَتْ
وكأنَّهُم في الظُّلمِ سبقُ رِهانِ

والياسمينُ على غصونِكِ قد بكى
والوُرْقُ ناحَتْ مِن هوانِ زَماني

وإليكَ يا ربّي يروحُ دُعاؤُنا
أنْ تَرْحَمَ الأهْلينَ مِن عُدْوانِ

وانصُرْ جُموعَ الحقِّ أيِّدْ جَيْشَهم
واهزِمْ مِنَ الباغينَ كلَّ جَبانِ

بِكَ يا إلهي نستجيرُ لِأهلِنا
فالشامُ شامي دُرَّةُ الأوْطانِ
————
ليلى عريقات