لَـــيْــلُ الــعُـروبَـةِ بــائِــسٌ وَطَــويــلُ
وَضَــمــيــرُنـا مُــتَــحَــجِّـرٌ وَعَــلــيــلُ
لَـــمْ يَـبْـقَ شَــيْءٌ مِــنْ مَـروءَتِـنا إِذا
ذُبِـــــح الــصِـغـارُ وَجَــزَّنــا الـتَـقْـتـيلُ
مَـوْتى نَـسيرُ عَـلى الـطَريقِ يسوقُنا
وَهْــمٌ وَتَـقْـرَعُ فــي الـصُـدورِ طُـبـولُ
أَحْــلامُـنـا وَبِــغَـيْـرِ بَــــذْلٍ .. دَولَــــةٌ
يُـفْـضـي إلـــى أَمـجـادِهـا الـتَـهْـليلُ
لَـــمْ تَــرْوِنـا الأَحــلامُ ضِـعْـنا خَـلْـفَها
لَــــمْ نَــصْــحُ إِذْ أَوْدى بِــنـا الـتَـأْويـلُ
مــا زالَ سَـيْـفُ الـظُلْمِ يَـقْطَعُ لَـحْمَنا
وَيَـــســودُ أَرْضَ الأكْــرَمـيـنَ ذَلــيــلُ
تَـبْـكـي الــمَـآذِنُ كُـــلَّ فَــجْـرٍ نــازِفٍ
لَـــمْ تُـسْـعِـفِ الــدَعَـواتُ والـتَـرتـيلُ
شِـيَـعاً مُـمَـزَقَةً غَـدَوْنـا فـي الـمَدى
مـــــاذا إذَنْ سـيُـفـيـدُنـا الـتَـمْـثـيـلُ
والــقُـدْسُ عــارِيَـةٌ تُــبـاعُ وَتُـشْـتَرى
لا ظَــهْـرَ يَـسْـنِـدُ ضَــيَّـعَ الـتَـعْويلُ
قَــرْنٌ مَـضـى وَذِئـابُـهم تَـعْـوى هُـنـا
وَعَـلى الـنُيوبِ دَمـي الـزَكِيُّ يَـسيلُ
نَـهَـبوا الـبِـلادَ وَلَــمْ نُـفِقْ مِـنْ نَـوْمِنا
إلا وَغَــــيَّـــرَ حـــالَــنــا الــتَــجْـهـيـلُ
وَتَـقـاسَـمونا قَـصْـعَـةً هــانَـتْ لَــهُـمْ
فَـــإذا الـوَضـيـعُ يَــصـولُ ثُـــمَّ يَـجـولُ
بِـمَ قَـدْ أَبـوحُ مِـنَ الشُكا في أَحْرُفي
وَجَـمـيـعُ مـــا يَـصِـفُ الـكَـلامُ هَـزيـلُ
لا شَيْءَ بَعْدَ القُدْسِ يُرْجى في الدُنا
إِنْ ضُــيِّـعَـتْ جــيـلٌ يَـضـيـعُ فَـجـيـلُ
وَنَــتــوهُ دونَ كَــرامَــة مِـــنْ بَـعْـدِهـا
وَيَــعِـزُّ فـــي يَــوْمِ الـمَـسيرِ سَـبـيلُ
لَــيْـسَ الــدُعـا يَــأْتـي بِـمَـجْـدٍ إِنَّـمـا
فــي قَـوْلِهِ “وَقُـلِ اعْـمَلوا “ الـمأْمولُ
إِنْ لَــمْ نُـشَـمِّرْ عَــنْ سَـواعِـدِنا فَـما
نِـلْـنـا الــعُـلا بَـــلْ خَـيَّـبَ الـتَـحْصيلُ
فَـسَلِ الـقُرونَ الـماَضِياتِ عَـنِ الـذي
بَــلَــغَ الـمَـنـالَ حُـسـامُـهُ مَـصْـقـولُ
وَاســألْ جُـيـوشَ الـفاتِحينَ بِـعَزْمِهِم
فـــــازوا وَذلـــــكَ شــاهِــدٌ وَدَلــيــلُ
_____________
نبيل طربيه