يا وقت هل كان الذي ما كانا
حتى نؤوب من الغياب كلانا
سيان إن هربت خيولك من دمي
أو عاودت بمواجعي ركبانا
لا عذر لي فلقد ظعنت مع الأسى
ورحلت لا ألوي لديك عنانا
متفرد وجعي إذا ما قسته
بمواجع الدنيا يفوق بيانا
لا أرتجي من نهر عمري حفنة
والقلب أوغل في المدى ظمآنا
كم أترعت كأسي بخمر ندامتي
وشربت من جمر الجراح دنانا
ثوبي إلى رشد الغواية يا يدي
وتعلقي بيراعتي أزمانا
عل العصافير التي غنت لنا
ذات انكسار تستعيد غنانا
وأعذت قلبي من زمان غاشم
لم يعط من كف الرضى إحسانا
ردوا علي مواسمي لأعودها
خطفا كلمع البارقات سمانا
وليت وجهي شطر برزخ وحدتي
ما عدت ألمس في الحياة أمانا
صعبت على روحي مداجاة الهوى
فنعت فؤادي للحياة عيانا
وسعت على درب المجامر تصطلي
لهب النوى آنا وتصمد آنا
لاينتهي سفري إلى شط المنى
رغم انكسار مراكبي أحيانا
آنست في الطور المقدس ناركم
فقبست منها جذوة لمدانا
وجعلت من حطب القصائد بيننا
نارا يعانق جمرها نيرانا
يا موئل الفرح المؤجل هب لنا
مما لديك من البراح مكانا
واغمد أمانك في صدور جراحنا
تعب الفضا منا وما أعيانا
جود الزمان