سالي تقول وهل بقولك يُعملُ
يوم الرحيل وهل يصح المعولُ

هذي الحروفُ لها بقلبي لوعةٌ
وتغصُّ روحي كيفَ لي أتَحَمَّلُ

يا غوطةَ الأحرارِ مهلا إنَّني
من حرِّ ما لَحَظَتْ عيوني أحجِلُ

تجتاحني مثل السِّهامِ بخافقي
ولها بقافيَتي دموعٌ تهطُلُ

ما بالُ أطفالٍ تَئِنُّ وجُرْحُها
لا زالَ من نارِ البُغاةِ يُوَلْوِلُ

إنْ كان يصعُبُ ملتقاهُ فويْلنا
والويلُ كلُّ الويلِ منْ سَيُكَمِّلُ

ليت الرحيلَ عن العيون يَرُدُّنا
ويُكَمِّلُ المشوارَ ذاكَ المَأْمَلُ 

ما كان فاتَ ألا لهم من ناصرٍ
إنْ لم يكنْ في الحينِ هذا يدخُلُ
 
يحمي شيوخا أو نساءً أُثْكِلَتْ
وصغارُها مثلُ الدَّواجنِ تُقْتَلُ
 
ظمآن قلبي للهوى وشآمُنا
هيهات خيلي عندَهمْ لا ترحلُ

وتظل ترعى في الحقول كما مضى
في سالفِ الأزمانِ كانتْ ترفلُ
 
ميلادُنا سالي تقولُ غدا سُدىً
يا ويحَنا يومَ اللقاءِ سنُسْأَلُ 

صُوَرٌ دَهَتْنا يا لها من روعةٍ
راعتْ قلوبا غوطتي تتوَسَّلُ 

كانتْ قُبَيْلَ اليومِ فيها إخوةٌ
بهناءِ عَيْشٍ كيفَ طارَ البُلْبُلُ

فاجتاحَها نَعْبُ الغُرابِ فأصبحتْ
حِمَما وهلْ للقَتْلِ شَرْعٌ يعمَلُ

يا إخوتي في الدَّمِّ قوموا هذهِ
أفلاذُ أكبادٍ لنا تُسْتَأْصَلُ

هُبُّوا لِنُصْرَتِهِمْ وإِلّا فارقُبوا
فاليومُ شامٌ والغداةُ سنُخْذَلُ

لا تجعلوا منّا كما الثيرانِ في
غابِ الأسودِ فواحدٌ لا يركُلُ

هذي الشَّآمُ عزيزةٌ ولها بنا
تاريخُ نصْرٍ للأخُوَّةِ مَوئِلُ

للهِ دَرُّكِ يا شَآمُ تفاءلي
فالنَّصْرُ منْ تلكَ الرُّموسِ سَيُنْشَلُ

ويبوءُ أحفادُ البَغِيَّةِ بالخَنا
وسيُزْهِرُ الرِّمْسُ النَّضيرُ ويُكْمِلُ
—————
بنان البرغوثي