لستُ أستغرب أن يشتم أمريكا بعض من لم يعيشوا فيها . أما من يدعو عليها تارةً بالفناء وتارةً بالانتقام …. الخ فإني ؛ و إن كنتُ أعذرهم بعض الشيء فالجاهل بالشيء معذر ؛ ولكن من باب الإنصاف ؛ و بلسان مجربٍ لايُنكر الفضل من جهة ، ولايتخلى عن أصله وعروبته ودينه من جهة أخرى أقول :

أولاً : من يشتم أمريكا لتآمرها ضد العرب أولى به أن يشتم العرب المتآمرين ضد بعضهم فـ على الأقل هي تعمل لمصلحة شعبها ( غالباً ) و هم كلهم يعملون ضد شعوبهم .

ثانياً : من يدعوا على أمريكا كبلد وشعب فليتذكر أنّ في أمريكا ملايين المسلمين الذين فيهم من الالتزام والوعي مايفوق الكثير من المسلمين في الشرق الأوسط . وفيها أيضاً من غير المسلمين من الأبرياء الذين إما لايعرفون شيئاً عن السياسة أو يعرفون ولايؤيدون حكومتهم بل يؤيدون الشعوب المظلومة .

ثالثاً : رغم كُل مافي أمريكا من عنصرية ، وحرب على الإسلام .. فحسْبَ معلوماتي أنّها لا تزالُ أكثر بلد يتمتع فيها المسلم ( المواطن ) بالحرية والكرامة . كل ماعليه أن يلتزم بالقانون من جهة . وأن يعرف حقوقه و يطالب بها بكل ثقة و جرأة من جهة أخرى .

ثالثاً : نعم في أمريكا من الفساد وانحلال الأخلاق مالايجهله أحد ولكن : هل خلتْ الدول العربية ـ بل الإسلامية ـ من الفساد ؟ وإذا كنا ننظر إلى الفساد والإنحلال الذي في أمريكا ، فهل ننظر إلى المستوى العلمي والتكنولوجي والتنظيمي وووو …. الذي وصلتْ إليه أيضاً أمْ أنّ عيون البعض اعتادتْ ان لاترى إلا النقائص والسلبيات ؟

أخيراً ـ وليس آخراً ـ عشتُ في أمريكا مايقارب ماعشته في بلدي سوريا . وأعترف ـ وبكل أسف ـ أنني مارستُ شعائر ديني في أمريكا دون خوف بينما كنتُ في بلدي (المُغتَصب ) لا أجرؤ على ممارسة ديني بحرية . و نِلتُ في أمريكا من حرية الكلمة و كرامة المعاملة مالم أجده في بلدي الذي لا زلتُ رغم كل ماأصابني فيه أفتخر بولائي له . ولكنّ الحقّ يجب أن يقال .

وأنا أحيي كُل حرٍ سواء كان عربياً أو غير عربي . و لا أدينُ بالولاء لقوميات و لا لوطنيات أو عنصريات . الله ربي والإسلام ديني وأيُّ أرضٍ استطعتُ أن أعيش بكرامةٍ فيها فهي أرضي .

بقلم : ابتسام أبو اللبن