ويظلُّ يوجِعُني الحنينُ إلى متى؟
يا أرضُ تُقْتُ لِتِلٌكُمُ القَسَماتِ
أيّارُ يَغْرِزُ في الفؤادِ خناجِراً
وا حرَّ قلبي مِن لَظى النَّكباتِ
وَثَبَ الغُزاةُ كما القُرودِ وهَيْمَنوا
وَعْدٌ لِبِلْفورٍ قضى بِثَباتِ
مُسْتَعْمِرونَ وَخَطَّطوا لِشَتاتِنا
ما مِنْ سِلاحٍ كي نَصُدَّ عُداتي
بالنَّزْرِ مِنْهُ جابَهوهُم قاوَموا
وسِلاحُ خصْمي يَمْلأُ الطُّرُقاتِ
فالغَرْبُ ناصَرَهُم وأَيَّدَ زَيْفَهُمْ
وَقُوى الظّلامِ أَتَتْ بِسَيْلِ طُغاةِ
والعُرْبُ كانوا غافِلينَ وَما بَدَتْ
مِنْهُم مُسانَدَةٌ وراحَ حُماتي
وا حَرَّ قلبي يا لَها مِن نَكْبَةٍ
قَصَمَتْ ظُهوراً أجَّجَتْ حُرُقاتي
تَهْجيرُنا كانت سياستُهم هُنا
طَرَدوا الكثيرَ إلى مَدى الفَلَواتِ
وتَشَتَّتَ الشَّعْبُ الشَّريدُ وَظَنُّهُ
أنَّ المُصيبةَ لَن تَني سَنَواتِ
مَنْ ظلَّ في الأرضِ السّليبة هالَهُم
عَسْفُ العدُوِّ،تَجَرَّعوا الصَّدَماتِ
والنازِحونَ تَخَلَّعوا مِنْ جِذْرِهِمْ
يا وَيْلَهُم قاسَوْا مِنَ الأَزَماتِ
وَغَدَوْتُ نازِحَةً وَأضْناني الجَوى
والقلبُ فاضَ بِمُتْرَعِ الحَسَراتِ
لا الدّارُ داري، والأقارِبُ أيْنَهُمْ؟
كُلٌّ مضى كم غَيَّروا الوُجُهاتِ
ونَدَبْتُ لم يُجْدِ النُّواحُ شريدةً
والعينُ مَلَّتْ تِلْكُمُ العَبَراتِ
هبَّ الشَّبابُ وبشَّرَتْنا ثَوْرَةٌ
عَصَفَتْ كَمِثْلِ البَرْقِ في الظُّلُماتِ
إنَّ المُلَثَّمَ بالحجارةِ هالَهُم
تَبّاً لَهُم ذُعِروا مِنَ الهَجَماتِ
ثارَ الصِّغارُ مَعَ الكِبارِ وأيْقَنوا
أنَّ الكِفاحَ طَريقُنا لِحَياةِ
* * * * *
يا قُدْسُ بي ظَمأٌ لِوَجهِكِ عارِمٌ
وأظلُّ أحْلُمُ في الضُّحى وَسُباتي
أَأَعودُ يا داري إليْكِ وَتَرْتَوي
مِنّي العُيونُ وأَرْتَقي دَرَجاتي؟
ونِداءُ أقْصانا يُعانِقُ مِسْمَعي
وَيُهيبُ بي حتّى أُقيمَ صَلاتي
فَمَتى سَنَدْحَرُ خَصْمَنا عَن أرْضِنا
يا ربِّ نَصْرَكَ، مِن لَدُنْكَ نَجاتي
____________
ليلى عريقات