سأُغلـقُ صفحتـي وأرُدُّ بابـي
فلا يَحـزُنْـكُــمُ يومـــًا غيـابـي
.
سأُغـلقُها إلى أجـلٍ مُسَمًّـى
بعلـمٍ عنـد ربـي فـي كـتــابِ
.
ذَوَتْ أوراقُ قلبي شاخِـصــاتٍ
يُبَعْثِـرُها الخـريفُ على اليبـابِ
.
تمُـرُّ بيَ الليالـي مثـلَ جيـشٍ
كثـيـفِ النـقـعِ يُنـذِرُ بالخــرابِ
.
يـرى أشجــارَ روحـي وارِفــاتٍ
فيـتـرُكُـهــا كـأعــوادِ الثـقــابِ
.
كـأنَّ جحـافــلَ الأحـزانِ أُسْـدٌ
علـيَّ تــآزَرَتْ مـن كـل غـــابِ
.
كأني ندبةٌ في الوجـهِ تحكـي
بطـولــةَ فـارسٍ ضِـدَّ الـذئــابِ !
.
يمـزقُ ذكـرياتي قَنـصُ طـفــلٍ
وعـزفٌ بالرصـاصِ على الرقـابِ !
.
أُحَـدِّقُ في ذهــولٍ ثُمَّ أمضـي
إلى اللاشيءَ يتبعُني اكتئابي !
.
أُعَـنِّـفُــهُ ليـتـرُكَـنــي وحـيــدًا
فيأبى السيــرَ إلا في ركـابـي !
.
تُظَلِّلُني السحائبُ وَهْيَ حُبْلَى
بأدمُـعِ ثـاكـلٍ جَـلَــلِ المُـصــابِ
.
كــأنَّ بُــروقَـهـــا آثـــارُ سَـــوْطٍ
لطـاغـيــةٍ تَفَـنَّــنَ في عذابـي
.
لذا وجبـتْ زكاةُ القـهـرِ دمعــًا
متى بلغَ الأسى عينَ النصـابِ
.
كَمِ اغتالتْ بلادُ المَسْخِ شَدْوًا
ليصدعَ في المدى نبحُ الكـلابِ !
.
فيا للحُمقِ كيفَ تريق غيـمــًا
وتنـتـظــــرُ ارتـــواءً من ســرابِ ؟!
.
وأنَّــى للـعُـــلا ترجــو ارتـقــاءً
بخطـوٍ تـاهَ في قلـبِ الضـبــابِ ؟
.
تُثَـرْثِــرُ بالهـبـــاءِ بمـلءِ فـيـهـا
ويبقى للردى فـصـلُ الخـطـابِ !
.
لآدمَ كُـلُّـنـــا فـعــلامَ هَـمِّـــي
علـى الدنـيـــا وآدمُ من تـــرابِ ؟!
.
سـأرحـلُ ريـثـمـا آتـي بقـلــبٍ
يُـرَتِّـــل خفـقُــــهُ آيَ الكـتـــابِ
.
وأمضي كي أُشيدَ الروحَ حِصنـًا
مهيـبَ الركنِ مـرهـوبَ الجنـابِ
.
وأعـتـزلُ الأنامَ .. فما انتـظـاري
وعِيـرُ العـمـرِ تُـؤْذِنُ بالـذهــابِ ؟
.
وأبحثُ في أراضي اللهِ لي عن
بـلادٍ ليـسَ تُحـكَــمُ بالقِـحــابِ !!
.
فـإنْ لم تُـؤْتِـنــا الدنـيــا لـقــاءً
عسانـا نلتـقي يـومَ الحسـابِ ..!
.
خالد سليمان