وأتيتُ أقْطرُ ما تبقّى من دميْ
وأتيتُ أختزلُ الطريقْ
بيني وبينكِ يا شهيدةُ أبحرٌ
وأنا الغريقْ
وهناك حيث الموجُ تقبعُ قشةٌ
صفرا بلونِ الشمسِ
لونِ سنابلِ القمحِ التي أشتاقها
عصفتْ بها الرّيحُ التي عصفتْ بقلبيْ فارتدى
ثوبَ النجاةْ
وأمدُّ كفّي في اتجاهْ
وتروحُ في غير اتجاهْ
كيف الحياةْ؟
وأنا أودّعُ ذا الرفيقَ وذا الرفيقْ
وأنامُ علّي لا أفيقْ
وأتيهُ لكنْ أين أبصرُ مَعلميْ؟
وأتيتُ أقطرُ ما تبقّى من دميْ
وأتيتُ أطفئُ ذا الحريقْ
يا قبلةَ الأشواقِ والأحداقْ
يا حبّيَ الغافيْ على جدرانِ هذا القلبْ
يا مرتعَ العشّاقْ
كيف السّبيلُ ولا سبيلَ إلى الوصالْ
وأرى جحافلَ من جنودْ
وجواجزُ الموتِ الحدودْ
والصوتُ أرّقني صداهْ
ويقول لي هيّا تعالْ
والدربُ أتعبني مداهْ
وأنا أمزّقُ ما تبقّى لي من الأوراقْ
وأرى دمي نهراً يُراقْ
وأتيتُ يقطرُ مدمعيْ
وأتيتُ أنزفُ ما تبقّى من دميْ
وأتيتُ أحملني معيْ
___________
ضياء الحريري