هي الأيامُ حيناً في سعادةْ
وحيناً يخطئ الراميْ مرادَهْ
فلا تجزعْ إذا ما الدهرُ يوماً
أراكَ الصدَّ أو أبدى عنادَهْ
فيومُ الحزنِ يعقبُهُ سرورٌ 
وجيشُ الهمِّ يُهزَمُ بالإرادَهْ
ومنْ عاشَ الحياةَ بلا يقينٍ
فكلُّ سنيِّهِ عامُ الرَّمادَهْ
شكوتُ لصاحبي ضيقاً وهماً
وحرباً بين رأسي والوسادَهْ
وأنساً طارَ عنْ قلبي بعيداً
وحزناً ذرَّ في الأنحا رمادَهْ
أرى صوراً بأرضِ الشَّامِ تبكيْ
كلابُ الفُرْسِ تمعنُ في الإبادَهْ
لقدْ حلَّ الخرابُ بكلِّ بيتٍ 
وسالتْ بالدِّما دورُ العبادَه
تفرّقَ شملُهُمْ بعدَ اجتماعٍ
وليلُ الظُّلمِ مدَّ بها سوادَهْ
وقومي كلَّما اجتمعوا لأمرٍ 
تفرَّقَ رأيُ أصحابِ السِّيادَهْ
فهذا سارَ غرباً دونَ عقلٍ
وهذا في السكوتِ رأى رشادَهْ
وفيهمْ من رأى رأياً غريباً
يرى الأحرارُ من قومي فسادَهْ
ولو صدقوا وكانَ بهم أبيٌّ
عزيزُ النفسِ أهلٌ للقيادهْ
لثارتْ نخوةُ العربيِّ فيهمْ 
وأحيوا نهجَ عشاقِ الشهادَهْ
ألا من مبلغٌ قومي حديثاً
من التاريخِ ملتمسٌ سدادَهْ
إذا سادَ الغبيُّ على أناسٍ
فنارُ الحربِ تؤذنُ بالولادَهْ
ومن نصرَ العدوَّ على أخيْهِ
فنحوَ هلاكِهِ أجرى جيادَهْ
سالم بن جروان الضوي