حدّثيني فما لغيرك أصغي
بحديثٍ لا تدّعيهِ الحسانُ

كلّ حرفٍ من فيكِ يخرجُ لحناً
ولِحاظ ما جاورتها سِنانُ

وأرى في الصّمتِ منكِ بياناً
لا يُدانيهِ منطقٌ وبيانُ

ما رأيتُ الجمالَ في الغيد يوماً
بسوى الخُلْقِ والحياءِ يُزانُ

يأمُرُ القلبُ في الحسانِ فيمشي
خلفهِ العقلُ ما لواهُ عِنانُ

أنت في رقةٍ كنبعِ صَفاةٍ
كلُّ راوٍ حيالها ظمآنُ

أنتِ من أنتِ والحَسودُ عليلٌ
ما شفى غلَّهُ المقيتَ زمانُ

يسطعُ البدرُ والنُّجومُ تُحاكي
عَبَثَاً حُسْنَهُ ففيمَ الرّهانُ

أضفِرُ الشِّعرَ لابنةٍ من بناتي
باقةً ما أنبتتها جِنانُ

يعصفُ الشِّعرُ في الحنايا فيأبى
أن يكونَ يراعيَ السّجانُ

فإذا ما طوى الزّمانُ شراعي
وصدى الشِّعرِ ضجَّ منهُ المكانُ

فاصرُخي بملءِ فيك وقولي
غاب عنكمْ بشعرِهِ ( كنعانُ)

أقْصِروا القوْلَ يا دُعاةَ القوافي
إنّما الحربُ فارسٌ وحصانُ

حسن كنعان