ها أمْطَرَتْ مُزنُ القصيدةِ بالْغَضبْ
حتّى الْحُروف تماسَكتْ؛
لِتَقُصَّ أسْرارَ التَّعبْ
سبعونَ دهْـراً من ثمالاتِ الْحقيقةِنرتوي 
والْماءُ حَكْرٌ في جِرارِ أبي لَهَبْ
..
النَّوْمُ باتَ يقضُّ من ليلي الْمَواجعْ
فإذا سَكنْتُ إلى سريرِ الحلْم أرجوهُ الأمانْ
نَعَقَتْ على كلّ الْوسائدِ بومةٌ : ما الْفجر طالعْ
والشَّمسُ تاهتْ في الطَّريقْ
فكأنَّ عربيداً ترنَّحَ فوْقَ هاماتِ المعالي كيْ تُطأطئَ رأسَها 
ويضلّ في الدَّربِ الصَّديقْ
..
تلكَ النّهاياتُ العظيمةُ للأممْ
إنْ مسَّها خَطَلٌ ملمّ..
ٌ نثرتْ على جُرحِ المآسي ألفَ أعنيةٍ وَسَطرْ
يــــا أمَّةَ الطّــربِ التَّليد، 
يــــا مَحْضَ قافيةٍ تُغنّي الْمَجدَ في الأفقِ الْبَعيدْ
إنَّا سئمْنا من أغانٍ تملأُ الأشداقَ فرحَةْ
فإذا اتخذناها نشيــداً فتّّقتْ في العمرِ جرْحهْ
..
الغيمُ يمطرُ من أهازيجِ السّلامْ
والأرضُ دارتْ حين غنّى الانتصارْ
نغماً شجيَّــاً ..في بلادٍ عاشتِ الأعوامَ لم تصدرْ قرارْ
يا سطــرَ أيوبَ، القصيدةُ مُرّغتْ رملاً وطينْ
هيا اعصروا من بوحها عنبا معتّقَ بالحنينْ
كي تستفيقوا في ليالٍ 
ليسَ يعقبُها نهارْ
______________
مــها  الحاج حسن-فلسطين