من أين تَبتدئ الروايةْ
 و حرائقي قد أُطفئتْ
 و دفاتري قد أُتلفتْ
 منذ البدايةْ
 و سفائن الشوق التي
 قد غادرتْ من مقلتي
 بأنين شوقٍ و انتظارْ
 من قبل أن تطأ البحارْ
 قد أوقفوها ثم منها صادروا
 عشق الديارْ
 قد أحرقوها و اختفوا
 خلف الغبارْ
 و تقاسموا في السرّ قمحي
 خلف ما أخفى الستارْ
 من أين تَبتدئ الروايةْ
 و من البدايةْ
 قد أحكموا حولي الحصارْ
 ****
 من أين تَبتدئ الرواية
 و لصوص قهر الليلِ قد وَصلوا
 إلى عتبات أبواب المغارة
 و تكدستْ أحقادهمْ
 عند المنافذ مثل أكوام الحجارةْ
 و تقدموا بسيوفهمْ
 و وجوههمْ من خلفها
 مثل الكلاب المستثارةْ
 و تساءلوا إن كنت أحمل في فمي
 كتباً من الجزر البعيدةْ
 أو كان يجري في دمي
حقدٌ على المدن الجديدةْ
 و على الوجوه المستعارةْ
 من أين تبتدئ الروايةْ
 و من البدايةْ
 خَنقوا اللآلىء في المحارةْ
 ****
 من أين تَبتدئ الروايةْ
 و الطير لم يحمل لنا
 في أي يوم فرحة
 خبراً سعيداً أو بشارةْ
 قتلوا المشاعر في الصدورِ
 و أخمدوا ضوء المنارةْ
 ذبحوا القصائد
دون خوفٍ دون رحمةْ
 صبغوا ضياء الفجر
 أحقاداً و عتمةْ
 ألقوا على طرق الأماني شوكهم
 زرعوا تلال الغيم ( خصب الأرض )
 أضغاناً و نقمةْ
 و عيون أجداث المدينةْ
 مثل القناديل الحزينةْ
 لا ما اشتكتْ
 لا ما بكتْ
 أو أصدرتْ حتى إشارةْ
 أو أحدثتْ حتى شرارةْ
 من أين تَبتدئ الروايةْ
 و من البداية
 قد أسكتوا صوت العبارةْ
 ****
 من أين تبتدئ الرواية
 و قصيدتي ما أمهلوها
 كي تحلق في سلامْ
 أخذوا حروف النور منها
و المنى و الإبتسامْ
 كمنوا لها بين المعابر
 فوق أرض الخوفِ
 في كلّ طريقْ
 و تحلّقوا من حولِها
كالماءِ من حول الغريقْ
 و تعاهدوا في خسة ٍ
 أن يجنحوا للإنتقامْ
 أن يسلبوها كلّ أجنحة السلامْ
 هل كنتُ أدري أنهم
من حقدهمْ
 قد قاتلوا حتى الحمامْ
 من أين تَبتدئ الروايةْ
 و من البداية ْ
 قد حاربوا سفر الكلامْ
 
مؤيد الشايب