8 ديسمبر, 2013 من أين تبتدأ الرواية
من أين تَبتدئ الروايةْ
و حرائقي قد أُطفئتْ
و دفاتري قد أُتلفتْ
منذ البدايةْ
و سفائن الشوق التي
قد غادرتْ من مقلتي
بأنين شوقٍ و انتظارْ
من قبل أن تطأ البحارْ
قد أوقفوها ثم منها صادروا
عشق الديارْ
قد أحرقوها و اختفوا
خلف الغبارْ
و تقاسموا في السرّ قمحي
خلف ما أخفى الستارْ
من أين تَبتدئ الروايةْ
و من البدايةْ
قد أحكموا حولي الحصارْ
****
من أين تَبتدئ الرواية
و لصوص قهر الليلِ قد وَصلوا
إلى عتبات أبواب المغارة
و تكدستْ أحقادهمْ
عند المنافذ مثل أكوام الحجارةْ
و تقدموا بسيوفهمْ
و وجوههمْ من خلفها
مثل الكلاب المستثارةْ
و تساءلوا إن كنت أحمل في فمي
كتباً من الجزر البعيدةْ
أو كان يجري في دمي
حقدٌ على المدن الجديدةْ
و على الوجوه المستعارةْ
من أين تبتدئ الروايةْ
و من البدايةْ
خَنقوا اللآلىء في المحارةْ
****
من أين تَبتدئ الروايةْ
و الطير لم يحمل لنا
في أي يوم فرحة
خبراً سعيداً أو بشارةْ
قتلوا المشاعر في الصدورِ
و أخمدوا ضوء المنارةْ
ذبحوا القصائد
دون خوفٍ دون رحمةْ
صبغوا ضياء الفجر
أحقاداً و عتمةْ
ألقوا على طرق الأماني شوكهم
زرعوا تلال الغيم ( خصب الأرض )
أضغاناً و نقمةْ
و عيون أجداث المدينةْ
مثل القناديل الحزينةْ
لا ما اشتكتْ
لا ما بكتْ
أو أصدرتْ حتى إشارةْ
أو أحدثتْ حتى شرارةْ
من أين تَبتدئ الروايةْ
و من البداية
قد أسكتوا صوت العبارةْ
****
من أين تبتدئ الرواية
و قصيدتي ما أمهلوها
كي تحلق في سلامْ
أخذوا حروف النور منها
و المنى و الإبتسامْ
كمنوا لها بين المعابر
فوق أرض الخوفِ
في كلّ طريقْ
و تحلّقوا من حولِها
كالماءِ من حول الغريقْ
و تعاهدوا في خسة ٍ
أن يجنحوا للإنتقامْ
أن يسلبوها كلّ أجنحة السلامْ
هل كنتُ أدري أنهم
من حقدهمْ
قد قاتلوا حتى الحمامْ
من أين تَبتدئ الروايةْ
و من البداية ْ
قد حاربوا سفر الكلامْ
مؤيد الشايب