مـدّوا جراحي واستروا عيب الوطنْ
ومـن الـدماء تبرّجوا في ذي المحنْ
وعلى سحيق توّجعي إبنوا الحمى
فـــالأُسّ مـصـلوبٌ عـلـيه ومُـرتـكنْ
يـــــا أمــــة بـالـزعـفـران نـقـوعـهـا
قـد كـان أصـفر مـجدها دون الـقننْ
فــإذا تـهـاوت مــن مـواضـعها الـعُلا
لــم يـبـقَ طـير فـي بـلادي أو فـننْ
كـطـفـولة مـقـتـولة مـــن مـهـدهـا
رضـع الـرصاصَ حـليبُها وكـذا الـلَّبنْ
وعـلى الـبسيطة مُـرَّغتْ أعـراضها
لا ســــرّ تـكـتـمه يـحـاكـيه الـعـلـنْ
فــي غــزةٍ غــار الـدجـى وصـباحها
مـتـعـفّرٌ بـالـقـصف وارتـــاد الـغـبـنْ
والـقـدس واعـربـاه هـانـت وارتـقت
بـشـهادة الأطـفال يـرثوها الـشجنْ
فـمـرابـط يــرجـو الـصـمـود بـأرضـه
وكــــروم زيــتـون تـنـاجـيها الــمـزنْ
ومـهـجّـر يـحـكي الـرجـوع لـمـوطنٍ
بـتـلوّعٍ أقـصـاه عــن حـلـم الـوهـنْ
يـــبــدو كـــدلــوٍ إذ رمــــاه تــغــرّب
عـن بـئره لـن يـنزع الـغادي شـطنْ
وعـبـيـد نــفـطٍ بـالـوحـول تـمـرّغـوا
كـعـناق أجـفـان لـسـكْرات الـوسنْ
آبـــارهــم عـــهــرٌ تــلــظّـت نــــاره
فـي ضـامرِ الأحشاء تشعلها الفتنْ
بـجـمـارهـا بـــرد لــهـم ولــنـا بــهـا
صـرخـات عــونٍ.. مـا لـسامعنا أذُنْ
إن مــاتـت الأوطـــان فـيـنـا ويـحـهـا
هــل تـدفن الانـفاس نـبضا مـختزنْ
مـاذا سـيجني مـن مـكارمها الّـذي
بـخـساسة الأسـتـار فـيـها يـمـتهنْ
عـــاث الـفـسـاد بـأمـتـي وشـعـاره
بـيعوا الـكرامة واقـبضوا مـنّا الـثمنْ
ويــحـي عــلـى ذلًّ تـفـاقـم وقـعـه
إذ تـشـجب الإجــرامَ لــولا أو لـئـنْ
يـــا غـــزة الأمــجـاد قــومـي إنــنـا
شـعب يـقوم مـن الرماد فدا الوطنْ
_________________
مايا الحاج