مُــضـاعٌ تـشـتّـتُني الـبـوصـلَةْ
أبـيني وبـينَ الـمنافي صـلَةْ؟
.
عــراقٌ ســراطٌ وبـغـدادُ نـبـتٌ
بغرسِ الخطايا جفا (موصِلَهْ)
.
وفــكُّ الـشـتاءِ يـلـوكُ الـصدورَ
وكسرُ الرقابِ هوى المقصلَةْ
.
وذا الــمـوتُ شـبّـعَـنا بـالـقبورِ
وأنّــاتُــنــا حـــاصـــلاً حــصّــلَـهْ
.
يـفـتّشُ فـيـنا عـلى أيِّ حـيٍّ
وإنْ كـــانَ طــيـراً لـيـستأصلَهْ
.
ومـا مِـنْ مـفرٍّ وذا الـقبحُ فـينا
يـغذّي الـشقاقَ الـذي وصّلَهْ
.
بــمـزجِ الـفـناءِ جــرى رافـدانـا
رجــونـاكَ يـــا ربُّ أنْ تـفـصـلَهْ
.
كــــأنَّ الــهـمـومَ رداءٌ عـتـيـقٌ
وكــــفُّ الــزمــانِ لــنـا فـصّـلَـهْ
.
وهـذي الـدموعُ عميلٌ دخيلٌ
وقــهـرُ الـثـكـالى بــنـا أصّــلَـهْ
.
وحـتـى الـهـزارُ لـنـا لا يـغـنّي
أنــيـنُ الـيـتامى بِــهِ حـوصـلَةْ
.
غـرسْنا السعادةَ بستانَ تينٍ
فــمـنْ ذا بـدوحـتِنا (بـصّـلَهْ)؟
.
وحـــزنُ الـقـلوبِ بـعـيدٌ مــداهُ
غـدا فـي دمـانا فمنْ أوصلَهْ؟
.
وجـورُ الـخيامِ يـنادي الـملوكَ
أمـا مِـنْ ضـميرٍ بـهِمْ خـصّلَه؟
.
فـأطـبقَ صـمـتٌ وردَّ الـمليكُ:
أنـا لـستُ مـنكُمْ ولا ذو صلَةْ
.
حـكـاياتُ قـهـرٍ رواهــا الـزمانُ
لـسانُ الـنهاياتِ قـدْ قـصَّ لَـهْ
.
ألا إنَّ دنــيـا تـجـافي الـعـراقَ
كـعظمٍ تـداعى سـلا مفصلَهْ
___________
شعر:هيثم السلمان