ليسَ غريباً أن تسقطَ في الْبَحرِ قصيدةْ 
أن يغرقَ حرفٌ في الْغيمِ 
أن يسكنَ في قلبي قمرٌ 
ياقمراً في الليلِ الْمنسيّ

ليس غريباً أن أصحو في زمنِ البؤسِ 
ألقى يومي يشبهُ أمسي 
وسيوفاً مازالتْ تُشْرعْ 
وسواعدَ من عرقِ الشّمسِ
فأجوب الأوطانَ بحاراً 
أبحثُ عَنْ مَرْسَى لليأسِ

ليسَ غريباً 
أن ألقى في ظلّي ذئْباً 
مكَّاراً في وطني أضحى 
موروثاً في صَكّ النَّحسِ
..
ليس غريبا أن يبقى قلمي مجروحاً 
أن يبقى جرحي مفتوحاً 
أنْ يبقى ولدي مذبوحاً
يومي جرحٌ 
وغدي جرحٌ 
وجراحي في عٌمْقِ الْقدسِ

لا عجباً أن ألقى طفلةْ 
تبكي دُميةْ 
والدميةُ في حضْنِ أخيها 
وأخوها من أم ّ أخرى 
والأمُّ ماتتْ لا تقرا 
بكتابٍ حرَّره الأسرى 
والأسرى في قيدٍ نَجسِ

لاعجباً أنْ أشرب قهوةْ
مكتوبٌ: صُنِعَتْ في الصّين
والغرسةُ نبتتْ في صنعا 
وسعيدةُ ما زالتْ حُبلى 
والخيرُ جنينٌ موؤودٌ 
فلتسكبْ كأساً للفرسِ

لكنْ ..
كانَ غريباً ..كانَ عجيباً 
أنْ أكتبَ بيتاً في الأمّ
أنْ أفهمَ درساً لمعلّمْ
أنْ أبني عشّاً منْ قفصٍ
أن أبكي واليمنُ ذبيحةْ 
أنْ أنشدَ للشَّامِ قصيدة
وأغني مرفوعَ الرأسِ
_________
مها الحاج حسن