قد أرسم ُ وجهك ِ مثل الشمس ْ
قد أنثر شعرك شلالاً ً… 
فوق الأكتاف ْ 
قد أجعل ُ ثغرك ِ.. ملهمتي .. 
اللؤلؤ يلمعُ داخله 
مثل الأصداف ْ 
قد أجعل رسمي معجزةً ً 
لكنك ِ أجمل من رسمي 
ونقاؤك ِ أنقى من لوني 
وعطاؤك ِ أزخرُ من وصفي 
وجهك مصباح ٌ يا قدس ُ 
يطرد ُ أشباح العتمات 
يبتهج الإحساسُ بنورك 
ويريح النفس بهاؤك 
آتيك ِ وكليَ تحنان ٌ 
آتيك لأخشعَ سيدتي 
أرتشفُ العزة َ من عطرك 
عطر التاريخ على الأسوار ْ
آتيك وكليَ آذان ٌ 
أسمع ُ أنشودة َ ماضينا 
عن هذا الحاضر سيدتي 
عن هذا القاصر سيدتي 
عن هذا الفاجر سيدتي 
أسمعُ أصوات الأجداد 
أنّات بكاء ٍ يا قدسُ… 
دمعٌ منهمرٌ ألحظهُ 
مثل الأمطار 
يتساقط حزنا سيدتي 
من كل جدار 
باب العامود يزلزله.. 
صوت الأصفاد 
باب الأسباط يزلزله
أن يسمع سيدتي لغةً 
من دون الضاد .
يا لوحة عشق ٍ يا قدسُ
خالدة ٌ فيها الألوان
لون ٌ ممزوج ٌ بالحبِّ
لون مأخوذ من دمنا
كي يسطع فجرٌ ذهبيٌّ
في أفق مساجد قبلتنا ..
فوق الصلبان
باقية ٌ شمسك يا قدسُ
رغم الغربان ْ
تكثرُ كي تحجبَ أضواءك
تفرد أجنحة ً سوداء
تجمع أفواجاً هوجاء
لتبث السمَّ بأجوائك
لكني في كل مساء
ألمح ُ في وجهك ِ أضواء
تبزغ ُ من بين الجدران
تسطع ُ مع كلّ أذان
تكسرُ أجنحة الغربان
تطرد ُ أفواج الغربان
رغم الأحزان.
_____________
شعر حسام السبع ـ جنين