مــالـتْ عــلـيَّ ، وقـدُّهـا الأزهــارُ … والــخــدُّ نــــورٌ ، ضــمّــه الــنــوّارُ
اللهُ ، يـــا لـــونَ الـسـنـا في ثـغرها … لــو تـمـتمتْ مـنـها الـحـروفُ تـغارُ
لـغتي ومـافي الـكونِ مثل جمالها … مــن أي مـسكٍ صـاغها الـعطّارُ ؟
مـن كل حرف سوف تُهدى زهرةً … كـــــل الــشــهـور بــروضــهـا آذارُ
حــلـو الـبـيـانِ قـريـنُـها لا تـعـجبوا … والـــفــلُّ زيّــــنَ تــاجـَهـا والــغــارُ
راحــتْ تـهـزُّ الـكـونَ كــفُّ بـروقِها … فـتـهـاطلتْ مـــن عـيـنِها الأمـطـارُ
وتـجـمّعتْ فــي كــل قـلـبٍ حـالمٍ … كـالـسيلِ يـطـغى دمْـعُها الـمدرارُ
لــمّـا رأتْ أبـنـاءَهـا قـــد أسـرفـوا … بـالهجرِ ، أجّـتْ فـي الـضلوعِ النارُ
وتــأوهــتْ تــجـتـرُّ مــــن آهـاتـِهـا … وكــــؤوسُ مـأتـمـِها عــلـيّ تُـــدارُ
اللهُ أعــلـى شـأنـَها بـيـن الــورى … قـــرآنــُـنــا لــلــكـائـنـاتِ مــــنـــارُ
والــذكــرُ مــحـفـوظٌ لــيــومِ آخـــرٍ … تـخـلـو مــن الأحـبـابِ فـيـهِ الــدارُ
تـحلو الأمـاسي في رحابِ حروفِنا … والــنـجـمُ يــشـهـدُ أنّــنـا سُــمّـار
لـغةُ الـهوى ، والـحبُّ فـيها منهلٌ … والــعـاشـقـون كــأنـَّـهـم أطـــيــارُ
يشدون في سمعِ الهوى ألحانَهم … وفـــمُ الــزمـانِ لـشـدوِهِـم قـِيـثارُ
______________
هيام الأحمد