أراك يا أبي ،، تقرأ صحيفة الصباح ،،،
يهتز كيانك ،،، تبكي دما ،،،
من أجل أن نشتري لبلادنا بندقية.
وتهتف فينا :
نحن طين الأرض وأشجارها ،،
ولسنا ورودا في مزهرية.

حين قلت لنا متنبئا :
سيقتل بعضنا بعضا في طوايبر الخبز ،،،
وسينهش ثدي أمه الرضيع ،،
ضحكتُ وأخوتي حتى انتشينا ،،،
ورحنا نلعب في طين الأرض ،،،
ونصعد أشجارها ،،،
نقذف بالتوت ،،،
فنلون أثوابنا ،،،
فتغضب أمنا ،،،
فننام باكين ،،،
كالورود نسوها دون ماء في مزهرية.

آه يا أبي ،،
أراك الآن في مرآتك الصافية ،،
تثبت عمامتك البيضاء ،،،
تضع نفحة العطر ،،
تتهيأ للصلاة ،،
تمسك يدي تهم بالرحيل ،،،
وتبعث ابتسامات لأمي .
تبادرنا كنسمة الصباح :
عودوا ،،، فالطعام الشهي في الانتظار.
يبادرنا الجار ،،،
وألف جار وجار ،،، بالتحية
يهيم المكان بالتسبيح والريحان
والساجدين ،، على طين هذي الأرض ،،،
وترفرف الدعوات فوق أشجارها ….
وتنتشي الآمال في ورود المزهرية.

آه يأبي ،،،،
بلادنا الآن ليست بلادنا ،،،
ونحن ، لسنا ، يوم الصلاة ، نحن
فالمكان يغض بالغرباء ،،،
والأشجار بالغربان ،،،
والوجوه التي تشبه الأشواك في مزهرية ,،،،

آه يا أبي ،،،
بعد كل صلاة ،،،
صرنا نشيع الجثامين من أزهارنا ،، ،،،
ونعود بالخبز مغموسا بدمنا ،،،
وبتنا ،،،كل فرد فينا ،،
يبحث ،،
لنفسه ،،
عن بندقية.
شعر: محمد نديم علي