ضَحِكَ الطَّبيبُ وَقالَ: إِنّي أَجْزِمُ *** وَجَعُ الْيَراعِ لُزومُ ما لا يَلْزَمُ
فِعْلُ الْعُروبَةِ ناقِصٌ ماضٍ وَكَمْ *** فِعْلٍ مُضارِعٍ الْمَذَلَّةُ تَجْزِمُ
فَدَعِ الْعُروبَةَ في الْهَزائِمِ وَارْتَحِلْ *** وَاكْتُبْ عَنِ الْحُبِّ الَّذي لا يُهْزَمُ
فَأَجَبْتُهُ: بانَتْ سُعادُ وَبَيْنُها *** مُذْ أَلْفِ قافِيَةٍ فُؤادي يَخْزِمُ
أَحْبَبْتُها مِنْ قَبْلِ أَوَّلِ نَظْرَةٍ *** فَالرّوحُ لا الْعَيْنانِ أَمْري تَحْزِمُ
وَسُعادُ ما كانَتْ كَأَيِّ غَزالَةٍ *** عَبَرَتْ مُروجَ الْقَلْبِ وَهْيَ تُزَمْزِمُ
فَسُعادُ نورُ اللهِ ضاءَ فُؤادَها *** وَالرِّيقُ لِلرّوحِ الْجَريحَةِ زَمْزَمُ
الْقُدْسُ مِعْراجُ الْرَّسولِ وَسورَةٌ *** تُتْلى وَوَعْدٌ بانْتِصارٍ مُلْزِمُ
ما ضَرَّها الْخِذْلانُ مِمَّنْ جُبْنُهُ *** لِلرَّقْصِ فَوْقَ جِراحِها يَتَحَزَّمُ
بانَتْ بِلادي حينَ بِنْتُ بِلَيْلَةٍ *** لَيْلاءَ رَعْدُ خُطوبِها يَتَهَزَّمُ
سَأَعودُ لِلْقُدْسِ الْعَتيقَةِ مارِدًا *** في الشِّعْرِ لا يُصْغي لِمَنْ يَتَقَزَّمُ
ما كُنْتَ يا وَطَني حَقيبَةَ عابِرٍ *** كَيْما بِها الْأَحْلامَ لَيْلًا أَرْزُمُ
إِنّي عَزَمْتُ عَلى رُجوعِ يَراعَتي *** لِعُكاظَ … مَنْ رامَ الْمَعالي يَعْزِمُ
سَأَظَلُّ أُهْدي لِلْأَشاوِسِ بَوْحَها *** لَوْ حَبْلَ مِشْنَقَةِ الْقَصائِدِ أَزَّموا
وَالنَّصْرُ لِلشَّعْبِ الْعَظيمِ مُؤَكَّدٌ *** مَنْ كانَ مَعْ رَبِّ الْوَرى لا يُهْزَمُ
 جواد يونس