كَـفْـكِـفْ دمـوعَـكَ وانـسـحِـبْ يـا عـنـتـرة
……………………. ( و الْـعَـن قـصــائـدَ حــبِّـك الـمـتـبـعـثــرة )

( و انـس الـعـيـونَ الـنـَّاعـسَـاتِ ، وسـحـرَهـا )
……………………….. فـعـيـونُ عـبلـةَ أصـبـحَـتْ مُستـعـمَــرَة

لا تــرجُ بَـسـمـةَ ثـغـرِهـا يـومــاً ، فـقــدْ
……………….. … ( قُـتِـلَ الـبـريـقُ عـلى الـثـغـور مُـفَـغـّــرة )

( و تـخـصـخـصـت ـ قـهـرا ـ لآليءُ ثـغــرهـا )
……………………. سـقـطَـت مـن العِـقـدِ الثـمـينِ الـجـوهـرة

قـَـبِّـلْ سـيـوفَ الغـاصـبـينَ.. لـيـصـفَـحوا
……………………. ( عـن سِـيـرَةٍ جَـعَـلـتْـك تـُـدعى عـنـتـرة )

( و ازرف دمُـوعَــك نـَـادِمــًا ، مـتـوسـِّـلا )
……………………… واخـفِـضْ جَـنَـاحَ الـخِـزْيِ و ارجُ الـمـعــذرة

و لْـتـبـتـلـعْ أبـيـاتَ فـخــرِكَ صَــامِــتــاً
……………………. ( و انـسَ الـقـَريـضَ ، و لا تــقـارف أبـحـــره )

( إن كان شِـعــرُكَ ذاتَ يـَـوم ٍ عـُــدَّةً )
…………………….. فـالـشعــرُ فـي عـصـرِ الـقـنـابـلِ.. ثــرثــرة

و الـسـيـفُ في وجـهِ الـبـنـادقِ عـاجـزٌ
…………………. ( عَـجْـزَ الإمـَــاء .. يـُسَـقـنً نـحـوَ الـمَـقـْهـَرة )

( أو عَـجْـزَ شَــعْـبٍ راحَ يـَطـلـبُ حـَـقَّــه )
……………………. فَـقـَدَ الـهُــويّـةَ ، و القُــوَى ، و الـسـيـطـرة

فـاجـمــعْ مَـفاخِـرَكَ الـقـديـمــةَ كـلَّـهـا
……………………. ( أشْـعِـلْ بــِهَـا نـــارا لــضـَـيْـفِـك نـــيِّــرة )

( أوْ إدْ حُــروفـَك و اسْـتَـعِـذ مـن عــارهـا )
…………………….. و اجـعــلْ لـهـا مِـن قــاعِ صـدرِكَ مـقـبـرة

و ابـعـثْ لـعـبـلـةَ فـي الـعــراقِ تـأسُّـفـاً !
……………………… ( و اشْـجـُـب أوائـلَ حُــبـّهـا و أواخِـــرَه )

( إن قـيـلَ شـارفـتِ الـهـلاكَ ، فــلا تـَـقـُمْ )
…………………….. و ابـعـثْ لـها في الـقدسِ قـبلَ الـغــرغـرة

اكـتـبْ لـهــا مــا كـنــتَ تـكـتـبُـــه لـهــا
………………………… ( يــا عـبـلُ أنــت غــزالــةُ مـُتـحـَـــرِّرة )

( يـا عـبْـل ، يـا وهـمـًا ســرى بـربــوعـنـا )
…………………… تـحـتَ الـظـلالِ ، و في اللـيـالي المـقـمـرة

يـــااا دارَ عـبلــةَ بـالـعــراقِ تـكـلّـمـي
…………………. ( مــاذا لـديـكِ مـن الـحـكايـا الـمــبـهـــرة ؟! )

( هـل دنَّـس الأنـجـاسُ أقــداســًا لـنـا ؟ )
………………….. هـل أصـبـحَـتْ جـنّــاتُ بـابــلَ مـقـفـــرة ؟

هـل نَـهْـــرُ عـبـلةَ تُـسـتـبـاحُ مِـيـاهُـــهُ ؟!!
…………………. ( و دم الحـَـرَائـرِ عــابــِقٌ في الـمـبـخـرة ؟! )

( هـل دمـعُ دجـلـةَ فـاضَ أحـمـرَ قــانـيـًا ؟! )
…………………….. و كـلابُ أمــريـكـــا !! تُـدنِّــس كــوثــرَه؟

يــا فــارسَ الـبـيـداءِ .. صِــرتَ فـريـسـةً
………………………. ( للـمـَـجْـلِـسَـيْـن ؛ فــأولـيَـاك مُـذَكـِّـرة )

( جـمــعـوا بـهـا مـن كل مــا يـحـلـو لـهـم )
……………………. عــبـداً ، ذلـيـلاً ، أســوداً مــا أحـقــرَه ؟!

مـتـطــرِّفــاً .. مـتـخـلِّـفـاً .. و مـخــالِـفـاً !
……………………. ( نـهــج الـعــبــيـد ، و مــدَّع ٍ للـعـنــتـرة )

( مـتـخـابـرًا ، و مـُـعـارضـًا ، و مُـحــرِّضــًا )
………………….. نـسـبـوا لـكَ الإرهـابَ.. صِـرتَ مُـعـسـكَـرَه

عَـبْـسٌ تـخـلّـت عـنـكَ .. هـذا دأبُـهـم
…………………… ( مـن ذا بـعـبـس ؟! قـد فـنـوا .. إلا مــرة )

( في الـفَــرِّ قـد سَـبـقُـوا خـيـالَ عـِصـِـيِّـهـم )
……………… … حُـمُـــرٌ ــ لَـعـمــرُكَ ــ كـلُّـهـا مـسـتـنـفِــرَة

فـي الـجـاهـلـيـةِ ، كـنـتَ وحـدكَ قــادراً
…………………. ( أن تـُـرعِـبَ الـخــوفَ الـجـَبـَانَ و تـقـهــره )

( لـن تـقـدرَ الـخـيـلُ الـكلـيـلـة بـالـظـمـا )
……………………. أن تـهــزِمَ الجيـشَ الـعـظـيـمَ و تـأسِـرَه

لـن تـسـتـطـيـعَ الآنَ وحــدكَ قـهــرَهُ
………………… ( أمـم .. و نــاتــوا أعــلــنــوهــا مــجــزرة )

( و الخـيـلُ تـرجُـفُ و السـيـوف تـكـسَّـرت )
………………… فـالـزحــفُ مــوجٌ ، و الـقـنـابـلُ مـمـطــــرة

و حـصــانُـكَ الـعَــرَبـيُّ ضــاعَ صـهــيـلُـهُ
……………………….. ( و ازورَّ مِـن وقـْـع ِ انـفـجـــار أزعـــره )

( و عـيـونُ عـبـلـةَ أبْـرَقـَتْ مـن رعْـبـهـا )
………………….. بــينَ الـدَّويِّ .. و بــينَ صـرخــةِ مُــجـبَــرَة

هـلاّ سألـتِ الـخـيـلَ يـا ابـنـةَ مــالـِـكٍ !!
……………….. ( هـل أعْـشَـبَـت تـلك الـدمـــاءُ الـمُـهْـدَرة ؟! )

( أيـن الـمَـفـرُّ و قــد غَـشَـانـا دَخْــنُـهـا ؟! )
………………….. كـيـفَ الـصـمـودُ ؟! و أيـنَ أينَ المـقـدرة؟!

هــذا الـحـصـانُ يـرى الـمَـدافـعَ حـولَـهُ
……………………. ( زفـرت لـهـيـبًـا ؛ فـاسـتـغـاث بـزمــجــرة )

( و يـرى الـبـوارج في الـبـحـار تـحـيـطـنـا )
…………………….. مــتـأهِّــبــاتٍ ، والـقـــذائــفَ مُـشهَـــرَة

لـو كـانَ يـدري مـا المـحـاورةُ اشـتـكى
………………….. ( و بـكى لـشـدة مـا يـرى مـن مـسـخـرة )

( و لـكـان أقـذع في الـهـجــاء لـعـبـسـنا )
……………………. و لَـصـاحَ فــي وجــهِ الـقـطـيـعِ و حــذَّرَه

يـا ويـحَ عـبـسٍ.. أسلَـمُــوا أعــداءَهـم
……………………. ( أقــدارَهـم .. و عـقـولـُهم مـتـخــدرة !! )

( أهْـدَوا لـقـاتـلهـم بـعِـيـدِ خُـضُـوعِـهـم !! )
………………….. مـفـتـاحَ خـيـمـتِهـم ، و مَــدُّوا الـقـنـطــرة

فـأتـى الـعـدوُّ مُـسـلَّـحـاً بـشِـقـاقِـهـم
……………………. ( و بـوَهْـمِـهـم بـالـوحـــدة الـمُـتَـجَـذّرة )

( ثم اسـتـعـان بـجـهـلـهـم ، وغـبـائـهـم )
…………………… و نـفـاقِــهــم ، و أقــام فـيـهــم مـنـبــرَه

ذاقــوا وَبَــالَ ركـوعِـهـم و خُـنـوعِــهـم
……………………… (ثـم اسـتـكـانـوا .. أمـَّـة مــتـَدَهْــورة )

( عَــددٌ ، ومــالٌ لـيـس يـُحـصَى .. إنـمـا
………………….. فـالـعـَيـشُ مُــرٌّ .. و الـهــزائـمُ مـُـنــكَــرَة

هــذِي يـدُ الأوطــانِ تـجـزي أهـلَـها
………………. ( وهْــمَ الـعُــلا مـن كأسِــهـا الـمـتـَكــسِّــرة )

( خـَـيـرُ الـبــلادِ بــلادُنـا .. يــا فــرحَــنـا ! )
…………………… مَــن يـقـتـرفْ فـي حـقّـهـا شـرّا ، يَــرَه

ضـاعـت عُـبَـيـلـةُ ، و الـنـيـاقُ ، و دارُها
………………….. ( و اقـتِـيـدَ عـَـنــتـرُ بـالـقـيـودِ مـجَـرجَـرة )

( و الـخـيـلُ تـركـبـُهـا الـضُـيـوفُ سِـيَـاحَـةً )
………………….. لـم يـَبـقَ شيءٌ بَـعْـدَهـا كـي نـخـسـرَه

فـدَعـوا ضـمـيـرَ الـعُـربِ يـرقــدُ سـاكـنـاً
………………….. ( لا تــقـلـقـوه .. بــفــتـنــة ٍ مُـتَـهـَــوّرة )

( صــلــوا عــلـيـه ، و لـقّـنـوه شَــهـادة ً )
………………….. فــي قـبـرِهِ ، و ادْعـــوا لـهُ بـالـمـغـفــرة

عَـجَـزَ الـكـلامُ عـن الـكلامِ.. و ريـشـتـي
………………… ( جَــفـَّـت مــدامِـعُـهـا ، و بـاتـت مُـهْــدَرة )

( شَـربـَتْ دمَــاءَ جـِـراحِــنـا و قـُـيـُـودِنــا )
…………………. لـم تُـبـقِ دمـعــاً أو دمــاً فـي الـمـحبـرة

و عـيـونُ عـبـلـةَ لا تــزالُ دمــوعُـهـا
…………….. ( بــيـنَ الـجُــفـُـون حـَـبـيــسَـةً مُـتـحـجـِّـرة )

( تـرنـوا لــعـنــتـرهــا ، و تـحـضـن حُـلـمَـها )
……………….. تـتـرقَّــبُ الـجـِـسْــرَ الـبـعـيـدَ ؛ لِـتَــعــبُــرَه

………………..******************…………………..
شعر / مصطفى الجزار