وجّهتُ وجهي نحو كأسِ العالمِ
وتركتُ أعمالَ المصلي الصّائمِ
وذهبتُ أبحثُ عن تذاكرَ علّني
أحظى بصحبةِ لاعبٍ متعاظمِ
ماهمّني أنْ سالَ في شامِ الإبا
نهرُ الدّماءِ بسيفِ علجٍ غاشمِ
أو أنَّ غرباناً لفارسَ حطَّمتْ
بالمسجدِ الأمويِّ عشَّ حمائمِ
أو أنّ في أرضِ الفراتِ خوارجاً
جلدُوا الحرائرَفي الرّبيعِ السّالمِ
يدعونَ والكفرُ البواحُ يلفُّهمْ
والجهلُ يقطرُ منْ عقولِ بهائمِ
والمالُ يُنهبُ والدّمارُ شعارُهُم
والشيخُ يشنقُ دونَ أي جرائِمِ
والنفطُ يَدعم تحتَ أجنحةِ الوغى
من خائنينَ بكلِّ عرشٍ حالمِ
وجّهتُ وجهي حيثُ أنّي ضائعٌ
لم ألقَ حولي من فقيهٍ فاهمِ
كلُّ الذي قالوه لا لا تختلطْ
هذا حرامٌ واستمعْ للعالِمِ
وسمعتُ في أرضِ الشّريفِ مذلةً
تصِفُ اللجوءَ بصوتِ عُهرٍعارِمِ
أمّا( بكلِّسَ ) قد يُباعُ ويُشترى
عرضُ ابنةٍ للمسلمينَ بخاتمِ
فصرختُ مفزوعاً كأنّي هاربٌ
من ميتةٍ لا شكَّ فزعَ النائمِ
يابن الوليدِ هنا مساجد هُدِّمتْ
ومآذنٌ سجدَت بأمرِ الخادمِ !!؟؟
ذاكَ ابنُ فارسَ والملوكُ تربَّعوا
متخنثينَ قد احتموا بمحارمِ
في كلِّ أرضٍ عاهراً زرعوا لنا
حكماً على الأهدافِ ليسَ بحاكمِ
من طنجةَ الكبرى إلى طوروسَ لمْ
تلدِ السنونَ السودُ غيرَ عوادمِ
وذكرْتُ حينَ على العراقِ تجمَّعوا
عشرين نذلاً هلَّلوا كخوادمِ
وأتوا بِشِرذمَةٍ تسوِّقُ جُرذَهم
مَلِكَا على أرضِ الحريرِ النّاعمِ
ليكونَ أقبحَ من تَسلَّم عنوةً
نخلاً تسربلَ بالشّموخ الهازمِ
وجَّهتُ وجهي والنوائحُ قابعٌ
بصدورهنَّ أنينُ قهرٍ جاثمِ
وعلى صُدورِ الغانياتِ تزاحَمَتْ
صورُ الذينَ تأهّبوا لِمراسمِ
وجنودُهُم عَزفوا نشيدَ كرامةٍ
للفاتحينَ ولوّحوا بعَمائمِ
ورأيتُ وجهَ الشَّام ضربةَ حرَّةٍ
تسديدُها من كلِّ عِلْجٍ قادمِ
وعجبتُ للجُمهورِ صفَّقَ عندما
سقطتْ كراتٌ من جحيمٍ صارمِ
لمْ أنسَ غزَّةَ والعجائزُ رُكَّعٌ
يلعنَّ مَن لَمْ يُستفزَّ كعاصمِ
وبكيتُ أرضاً للكنانةِ رُوِّعَتْ
سادَ الَّلقيطُ بها بخبثٍ داهمِ
ورجعتً ألعنُ كلَّ كأسٍ أُشرِبَتْ
كُفراً بدينِ محمّدٍ بمواسمِ
وأقولُ إنّي قدْ جَهِلْتُ فنجِّني
يا ربُّ واقبلْ توبَ عبدٍ قائمِ
مُتسلِّلاً قد باتَ مجدُك أمّتي
من بعدِ مَا أودى بكلِّ مُهاجمِ ….
_______________
20/6/2014 الجمعة
عبد المجيد أحمد الفريج