انظرْ لصدق الخير في الدنيا ترَى
نورا وأجرا في الحياة معطّرا
طفلا يموتُ أبوه وهْو بصغره
فيذوق من كأس المرارة أبحرا
ترك المدارسَ والمعلمَ باكيا
أنا لستُ أملك درهما لنْ أقدرَا
فرآه أستاذ يعاني في الأسى
فبكى ودمع المقلتين تفجّرا
ناداه يا ولدي تعالَ ولا تخفْ
ستنال في التعليم حظّا أوفرا
وأتاه بالثوب الجميل وقال خذْ
هذا ، وألبسه الثياب وأدبرَا
أعطاه أموالا وأوصى صحْبَةً
أن يجعلوه لهم وليدا أصغَرَا
وتمرّ أيام الحياة سريعة
وتزوج الأستاذ من أهل القرى
أعطاه رب العرش طفلا مسه
ثقبٌ بقلب الطفل ، هذا ما جرى
وتشخّص المشفى بأن علاجه
بجراحة ، والمال فيها لا يرى
ويغادر المشفى ويبكي طفله
سيموت منه ودمْعه بلّ الثرى
وأتى طبيبٌ نحوه وسؤاله
عمّاه ما يبكيكَ دمعا أحمرَا
فأجابه طفلي يضيع وليسَ
عندي حيلة متململا متحسرا
ناداه هيا سوف أجريها له
وسأبرئ الطفل الجميل المنظرَا
وأقيم في المشفى جراحة طفله
ويحققون بها نجاحا مزهرا
وإذا الطبيب يقول قد شُفِيَ الفتى
فيصيح والده صياحا أكبرَا
ويقول يا ولدي النقود قليلة
فاصبر عليّ سقاك ربك كوثرا
ويرى الطبيب بكى الدموع غزيرة
وتعجب الأستاذ ماذا قد جرى
فرأى الطبيب يقبل اليدَ باكيا
لولاك ما كنت الطبيبَ الأمهرَا
هل تذكرنَّ الطفل _ أستاذي الذي
علمتَه _ صار الطبيب كما ترى
إن الجميل غدا تنال ثوابه
فالخير في نفس الأصيل اخضوضرَا
أحمد مكاوي