يا راحلاً بعد أن. أثقلتنا وجعا
من ذا يداوي قلوباً جرحها اتّسعا
تمرّ أعوامُ قهرٍ لم تدع أملاً
إلاّ طوته وحبل المرتجي انقطعا
يا. عامُ فيكَ حصاد الشؤمِ متصلّ
قتلٌ وهدمً وتشريدٌ دلفن معا
كم غوّثت في الملا ثكلى. فما سُمعت
وهل يُغيثُ الثّكالى ميّتٌ سمعا
انظر الى الشام والشهباءُ شاهدةٌ
صارت لكُلّ جُناةِ الأرض مُرتبعا
وجدْ بدمعٍ على صنعا على عدنٍ
والموتُ من يمنِ الأحرار قد شبعا
وفي طرابُلْسَ أهلٌ كيف نتركُهم
والغربُ أنشَبَ فيهم حقدهُ طمَعا
يا عامُ قل لي أسَرَّ القدسَ منكَ لقاً
في بعض يومٍ بنور الفألِ قد لمعا
اذهبْ فغيركَ من أعوامِ قابلنا
سيجرعُ الشعبُ منهُ ضعف ما جرعا
الجهلُ والجبْنُ والأحقادُ علّتُنا
فلا تلومُنَّ عاماً جاء أو رجعا
_________
حسن كنعان