في سجلّ الخلـــــد يا يومَ الكرامــــةْ == ســوف تبقى في جبين الدّهر شامةْ
أنــــت نـــورٌ لاح فـــي حاضــــرِنا == بعدمــــا رانـــت على الدّنـيا قتامــة
تبعـــــثُ الآمـــــالَ مـــــن رقدتِــها == قد يكــــونُ البعــثُ من غير قيامـــة
ايّها اليــــومُ الــذي جزت المــــدى == إنّـــك الأطـــولُ فــي الأيــّامِ قامــــة
أنـــت يومٌ وقـــــفَ الدّهـــــرُ لــــه == حانـــياً مـــن شعبِنـــا المقدامِ هامـــه
موقظــــــاً أمّتَــــنا مـــــن نكــــسةٍ == حيث تسمو في ذُرى النّصـرِ علامة
أفطــــر السيــــــفُ بـأرواحِ العــدا == و علـى أشلائـِــــه أنهــــى صيامَـــه
و حسـينُ العــــُرْب يُزجـي جيشَـه == مثلـــما يمتشــــقُ الرّامــي سهامَــــه
مـــا تــــوانى كلّــما الليــــلُ دجـى == همّــــةُ الأبطــــالِ قد ظلـــّت غرامه
و الفلسطيـــنــيُّ جبّـــارُ وغـــــــىً == يطلـــبُ المـــوتَ فتلقـــــاه السّلامــة
وحــــــدة قد عمّـــــدوها بالدمــــــا == وبعــــــزمٍ جدد الشعـــــب التحـــامه
*
قــد صحـونا أسْــــدَ غــابٍ زأرت == تهــــزمُ العــادي و تسقيـــه حِمامَــه
خـــــدعَ الغاصــبَ منّـــا صمتُــنا == فتمــــادى , موغـــــلاً فيــنا اقتحامَـه
قطـــــعَ النّهــــرَ غـــــروراً دافعـاً == جحفــــلاً , ينتظـــــرُ المــوت أمامه
لـــم يــــراعوا طهــــرَه إذ عـبروا == فحملنــــاهم على دفْـــــعِ الغرامـــة
حسبـــــــوها نزهـــــةً حتّــــى إذا == كشــــفَ الواقــــعُ عن وجـــهٍ لثامَـه
فرأوا غضْبــاتِ آســـادِ الشــــّرى == كالجحيـــــمِ انتقمــوا شــــرّ انتقامــة
و الطــــواويسُ التي تزهــــو خبـا == زهــوُها , و ارتــــدّ خــزياً و ندامـه
أشبعــــوا أنفسَهُــــم وهمــــاً كما == برمـــــالٍ تدفـــــنُ الـــــراسَ نعامــــة
*
رجــــــع العــــادي ذليـلاً داميــاً == تاركــاً فــي ساحـــةِ المـــجدِ حُطامــه
يـــــا لدبّــــاباتــــــهم محـــروقةً == أعطبتــها ضـــربـةُ الثـــــأرِ الهُمامــة
قيّــــدوا الأطقــــمَ كيلا يهــربوا == ويحَهـــم !! كم فقدوا معنــــى الشّهامة
صُبّــت النـــّارُ عليهــــــم وابلاً == و سقينـــــاهم مــــن المــــــوتِ زؤامـه
ما لصهيون بساحــات الوغــى == غيُــــرُ مــوتٍ , دونما ظـــلّ غمامة !!
*
يا بطــولاتُ استعـدي ماضـــياً == لكِ في الأغــــوار كم قامـــت قيامــــة
عانــــقَ الـجرّاحُ فيـــها خالـــداً == و صــــلاحُ الدّيــــن قــد حيــــّا أسامه
و معاذٌ رابـــــضٌ فــي غـورها == و شرحبيـــلُ انتضــــى فيــها حسامـه
كـم صحابـيٍّ جليــــلٍ قد حوت == أرضُــــها الغــرّاءُ بالطّـهرِ عظامَـــــه
*
إنّــــــهُ يـــومٌ سيـأتي مثـــــــلُه == فنـرى الأقصـى طليــــــقاً و القيامــــة
و نـــرى القــدسَ كما نعشقُــها == حُـرّةً يغمــــــرُها فيـــــضُ ابتسامــــة
و يــــداوي شعبُـــنا آلامَـــــــه == مُوْدعـاً في مُتحــف الذّكــــرى خيامَــه
سيظـلُّ اليـومُ عيــــداً خالــــداً == لنفـــــوسٍ بالمعـــــــــالي مستهامـــــــه
و إذا المـجد دعانــا للعـــــــلا == هتــف الأبطـــالُ حبـّــــاً و كرامَــــــــة

شعر:عطاء الله أبو زياد