لاَ تبْتئِـسْ وَ لأنّهَــــــا الأقْــــــــــدارُ
اللّـــهُ وَحْــــدَهُ رَبّنَــــــــا القهّــــــارُ
,,
مَا الحُــــزنُ إلاّ غيْمـــةٌ وَ ستنْتهِــي
فَلِـمَ الكآبَــــــــــةُ أيّهَــــا الأبْــــــرارُ ؟
,,
اِفْــــرَحْ فإنّـكَ لـنْ تُؤخِّــــرَ دمْعَــــةً
أوْ بسْمَــــــةً مَا بعْدهَــــــا أعْمـــــارُ
,,
صبْرًا إذا انْتفضَ الدّجَــــى بجَناحِــهِ
لاَبُـــــدَّ يَوْمًـــا تَطْلــــــعُ الأنْــــــوارُ
,,
اُنْظُـــرْ إلَى تلْكَ الـــوُرودِ ألَـمْ تكُــنْ
أرْضًا يُمَـــزِّقُ وَجْهَهَــــا الإعْصــارُ ؟
,,
لكنَّهَـــــا اغْتـربَـتْ فصَارتْ رَوْضةً
مِـنْ فوْقهَـــا قـدْ تحْتفِــــي الأطْيـــارُ
,,
لوْ كانتِ الدّنيَــــا بحزْنِــــكِ تزْدَهِـي
لتفجّــــرَتْ مِـنْ حوْلِنَــــا الأقْمـــــارُ
,,
مَا العمْــــرُ إلاّ سَاعـــةٌ وَ سيَخْتفِــي
فَلِـمَ البُكــــــاءُ أتنْفـــــــعُ الأمْطــــارُ ؟
,,
لمْ يبْــــقَ إلاّ أنْ نُعانــــــقَ شمْسَنَـــا
فلَرُبّمَـــا قـدْ تُشْـــــــرِقُ الأزْهـــــارُ
,,
مَازالَ يرْســمُ فِي الدّجـــى أنْـــوَارهُ
رغْــمَ الأسَـــــى لكنّـــهُ المِغْـــــوارُ
,,
اِلْبِسْ جمَـالكَ كيْ تكُـــــونَ حَديقـــةً
وَدَعِ الجِــــــرَاحَ فإنّهَــــا أسْــــــرارُ
,,
الحُـــزنُ يقْتُــــلُ كـلّ يــــومٍ أنْفسًـــا
وَ يَظُــــنُّ أنّــهُ شمْعــــــةٌ وَ نَهـــــارُ
,,
أمَّا التّفَــــاؤلُ كانَ خيْــــرَ شرِيعَـــةٍ
وَ عَلَـى يَديْـــــــهِ تَفَتّحَــتْ آبَــــــــارُ
,,
فإذا أرَدْتَ وَ أنْ تَعيــشَ كـزَهْــــرةٍ
فَمِنَ التّفَــاؤلِ تزْدَهِـــي الأغْـــــوارُ
,,
أنَـا لاَ أرَى إلاّ التّفَــــــــاؤلَ جنّــــةً
وَ بِهِ انْتَفَضْتُ وَ تُفْتَـــــحُ الأمْصـــارُ
,,
وَدّعْتُ جرْحِي وَ احْترقْتُ بزَهْرتِي
هِيَ شمْعتِــــي مَا غيْرهَـــا أخْتــــارُ
,,
لـوْ كنْتُ أمْلِكُ بالتّفَــــــاؤلِ أنجمًــــا
هـلْ كـانَ يهْتفُ باسْمِهَــا الثّــــــوارُ ؟
_________________
محمد الصالح بن يغلة