أيـــن الــرفـاقُ تـرجـّلـوا أم غــادروا
عــــاد الــسـديـمُ وبـؤسـُنـا يـتـكـاثرُ

عــــاد الــقـديـمُ مــتـوجـاً بـعـمـامـةٍ
والـحلمُ فـي سـعةِ الـقلوبِ محاصرُ

كُـــنـّـا فــرشــنـا لـلـصـبـاحِ عـيـوننـا
حــتـى إذا وافـــى.. عـلـيـهِ تـآمـروا

صـرخـاتُـنـا كــانـت نـشـيـدَ كــرامـةٍ
وهــمـو عــلـى أكـتـافـهن تـحـاوروا

يـــــا فــضــةَ الــمـيـلادِ إنَّ قـلـوبَـنـا
تــقـتـاتُ مـــن أشـواقـهـن خـنـاجـرُ

ثــُرنــا لـيـبـتـسمَ الـرغـيـفُ لـجـائـعٍ
لــتـروِّضَ الــجـدبَ الـعـتـيقَ بـيـادرُ

ثــُرنــا لــنـرسـمَ بـالـضـياء طـفـولـةً
أشـهـى ومــن قـعـرِ الـسـرابِ نـغادرُ

ثـُــرنــا لأن الأرضَ تــأكــلُ نـفـسَـهـا
إن خــانـهـا بـــرقٌ وأخــلـفَ مــاطـرُ

ثُــرنــا لأنـــَّـا لـــم نـصـافـحْ لـحـظـةً
جــذلـى.. لأنَّ الـلـيـلَ ظـــلَّ يـكـابـرُ

مـــن ثـلـثِ قــرنٍ والـشـتاتُ يـؤمُّـنا
جــهـةَ الـــوراءِ وبـالـحـقولِ يـقـامرُ

الـبـؤسُ يـمـضغنا ويـضـحكُ جـهلُنا
مـــنــا ويـلـعـنُـنـا الــزمــانُ الــعـاثـرُ

ثُــرنــا لأنَّ الأرضَ شــــاخَ حـنـيـنـُها
والأمــنــيــاتُ بــروحِــهـا تــتـنـاحـرُ

والــفـجـرُ يـدعـونـا يــمـدُّ شـجـونَـه
لـهـتـافِـنـا ويـــــدُ الــربـيـعِ تــنـاصـرُ

كــم وردةٍ خـرجـت وحـقل بـنفسجٍ
كـــم نــهـرَ عــطـرٍ بــالأريـج يــبـادرُ

كـــلُّ الـقـلوبِ دنــتْ لـتـبذرَ حـلـمَها
والــــدربُ شــــوكٌ فــاغـرٌ وأظــافـرُ

لــكـنَّ مـَـن أذكــى الـيـقينُ ضـمـيرَه
بــيـديـه يـحـمـلُ عــمـرَه ويـخـاطـرُ

كــــلُّ الأزقــــةِ أجـهـشـتْ وتـهـلـلتْ
كـــــلُّ الــشــوارعِ بـالـهـتـافِ تــــآزرُ

مـِـن جـلـدِنا تـلـك الـخـيامُ تـشكَّلتْ
ومــــن الــــرؤى أوتــادُهــنَّ مــنـائـرُ

نـغـفو عـلـى جـوعٍ ونـلتحفُ الـعرا
كــي يـبـسُمَ الآتـي ويـزهو الـحاضرُ

يـتـخـلَّقُ الـطـوفـانُ تـبـتـهجُ الـسـما
وتـلـوْحُ فــي أفــْقِ الـسـعيدِ بـشـائرُ

شـعـبٌ هـنـا وهـنـاك شـعـبٌ خـائفٌ
لـــكـــنَّ طـــوفـــانَ الإرادةِ هــــــادرُ

غـضـبٌ .. تـنِـزُّ بـه الـمدائنُ والـقرى
في وجهِ من نخروا البلادَ وصادروا

"الـيـومَ تـنـتصرُ الـشـعوبُ لـنفسها"
فـتـحيَّنوا نـَفَـقَ الـخلاصِ وحـاذروا

مــاذا هـنـا.. رُعــبٌ ووعــدٌ صــادقٌ
كُـسـِرَ الـجـدارُ فـأجـفلوا وتـقـاطروا

يــتـلـعـثـمُ الــتــاريـخُ أيُّ حــقـيـقـةٍ
كُـتـِبتْ.. فـقـد خــارَ الـزمـانُ الـغابرُ

أحــلامُـنـا الـبـيـضاءُ أســفـرَ طـلُّـهـا
رغـــمَ الـعـواصـفِ، والـغـبـارُ يـنـاورُ

شُـطـر الـزمـانُ الـكـهلُ غـيّـرَ جـلـدَه
وتــوشَّــحَ الإيــمـانَ وهـــو الـكـافـرُ

وعــدا عـلـى دمِـــنـا وسـيَّـجَ عـطرَنا
لـيـنـالَ مـــا يـصـبـو إلــيـه الـخـاطرُ

تــُقـنـا وأسـقـيـنـا الــبــلادَ حـيـاتَـنـا
لــكـنـهـم بـــــدمِ الأهــلــَّةِ تــاجــروا

يـــا دمـعـةً ســرقَ الـظـلامُ عـيـونَها
وعـلى حـدائقِها اللصوصُ تجاسروا

سـرقوا رحـيقَ الـصبحِ من حدقاتِها
وعــلـى نـبـيـذِ الأنـقـيـاءِ تـسـامـروا

فـتـحـوا نـوافـذَهـا لأشــبـاحِ الـخـنا
كـــي يـظـفـروا بـنـسيمِها ويـثـابروا

كــي يـوقعوها فـي شـباكِ ظـنونِهم
لــيُـقـالَ بــذرتَـكـم ســجــاحٌ عــاقـرُ

يــا حـلـمَنا الـمـغدورَ خــابَ رجـاؤُنا
وتـكـسـَّرَ الـمـعـنى ومـــاتَ الـشـاعرُ

لـــكــنَّ أغــنـيـةَ الــحـيـاةِ جــديــرةٌ
و سـتُـسـتـعـادُ ويـجـتـبـيها الــثـائـرُ

الــنـورُ فــي الـسـاحاتِ أولُ مـؤمـنٍ
واللهُ والــشـعـبُ الـعـظـيمُ الـصـابـرُ

سـيعودُ فـينيقُ الـخلاصِ كما انبرى
بــالأمــسِ تـُشـعـلُـه رؤىً ومـشـاعـرُ

فـاقـبـلْ ســهـامَ الـمـرجفين وغـنـِّها
يـــا جـرحـنـا الـمـفـتوحَ يــا فـبـرايرُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
زين العابدين الضبيبي