أرْوَاحُنــَا حَـبٌّ يُعَمـّرُ سُنْبُـلَكْ

وَ سَتَنْحَنِـي أَبـَدًا تُقَبِّـلُ أَرْجـُلَكْ

هَـلْ كُنْتَ إِلاَّ مُرْسـَلاً خُتِمَتْ بـهِ

خُطَبُ السَّمَاءِ، وَ أَنْتَ تَخْدُمُ مُرْسِلَكْ؟!

قَدْ نِلْتَ مِـنْ نـُورِ العَطِيـَّةِ أَوْجُهـا

بَيْضَاءَ تَصْعَدُ بِالسُّلـُوكِ لِمَـنْ سَلَكْ

تَجْثُـو لَكَ الدُّنْيـَا، وَكـُلُّ جِبَالِهـَا

قَـالَتْ: أَنَا التِّبْـرُ المُكَرَّرُ .. هَيْتَ لَكْ

فَأَرَيْتَهـَـا شَمَمًـا جـَلاَ أَنَّ الـَّذِي

أَغْنـَى فـُؤَادَكَ .. بِالمَحَامِـدِ أَرْسَلَكْ

أيْنَعْتَ مِـنْ كـَرَمِ السَّمَـاحةِ بَلْقَعـًا

فَتـَرَى السَّحَـابَ إِذَا تَغَـازَرَ أوَّلَكْ
***
يَتَعَجـّبُ الْمَـلأُ الْمُجِـدُّ بِكَيـْـدِهِ

أَنـَّى رُفِعْتَ وَمَـنْ تَعَنـَّتَ أَنْـزَلَكْ؟!

أَفَكُلَّمَا طَفَحَ الفُجُـورُ عَلَى الصَّـدَى؟!

تَعْلـُو فَـلاَ تَصِلُ الإِسـَاءَةُ مَنْـزِلَكْ

خُلِّقْـتَ بِالذِّكْـرِ الحَكِيـمِ مُنَزَّهًــا

حَتـَّى رَفَعْتَ عَلَى الكَرَامَـةِ مَحْفَـلَكْ

تَسْقِـي شَآبِيبَ الْحَقِيقـَةِ رُوحَ مَـنْ

رَامَ الصِّـرَاطَ عَلَـى السَّنـَا وَ تَمَثَّلَكْ
***
يَا حَرْفُ لاَ تَـرْضَ الرِّيـَّادَةَ إِنْ نَفَـى

هَمْـسُ الأَنَامِـلِ أَنَّ أَحْمَـدَ أَذْهَلَكْ

وَهـوَ الَّـذِي لَمَّـا نَثـرْتَ بِبَـابِـهِ

وَرْدًا يُـزَفُّ إِلـى القَدَاسَـةِ أَصَّلَكْ

أَعَلِمْتَ أَنَّـكَ تَرْتَقِـي بـِوُجُـودِهِ؟!

وَ إِذَا وَقَفْتَ لِغَـيرِ مَجْـدِكَ زَلْـزَلَكْ

حَتـَّى إِذَا كَـانَ الْهُبـُوطُ مُحَتَّمًــا

أَلْفَيْتَ أَنَّ شـَذى النُّبُـوَّةِ أَوْصَـلَكْ
***
فـِي كُلِّ عـَام ٍ يطرق السَّيْلُ الزُّبَـى

وَ يُكـنُّ لُؤْلُؤَةَ الحَقِيقـَـةِ مَـنْ مَلَكْ

يـا نَابِحـًا زَهْـوَ الغَمَـامِ مُحَلِّقـا

سَقْفُ الإِذَايـَةِ مَـا سَيُتْعِـسُ مَوْئِلَكْ

الرُّسْـلُ أَوْلـَى أَنْ يُخَلـَّدَ مَجْدُهـَا

وَلَئِـنْ عَجَزْتَ فَصُـنْ يَدَيْكَ وَمِنْجَلَكْ
***
يـَا سَيِّـدِي فُقْتَ الوُجُـودَ مُقَدَّمـًا

فَاخْلـُدْ بِذِكْرِكَ رَحْمَـةً مَـا أَكْمَلَكْ!

أَنْتَ الـزُّلاَلُ المُشْـرَئِبُّ عَـنِ الأَذَى

وَبِظُلْمَــةِ اللَّيْـلِ الغَرِيبَـةِ دُسَّ لَكْ

وَلَقَـدْ فَرِحْتُ وَ مَـا عَجِبْتُ إِذِ الَّذِي

رَامَ انْتِقَاصَكَ فِـي الْمَحَافِـلِ جَمَّلَكْ

شعر:القاضي ولد محمد عينين