تَخْطيطُكُمْ مَثَلُ السَّذاجَهْ *** وَخِطابُكُمْ مَثَلُ السَّماجَهْ
وَثِمارُ كُلِّ سِياسَةٍ *** طَبَّقْتُمُ شَكَتِ الْفَجاجَهْ
مُنْذُ اسْتَلَمْتُمْ عُنْقَهُ *** وَالشَّعْبُ في عُنُقِ الزُّجاجَهْ
إِنْ تَسْمَعوا صَرَخاتِهِ *** أَلَمًا تَزيدوا في اللَّجاجَهْ
وَتُتاجِرونَ بِمَوْطِنٍ *** لَسْتُمْ بِمَنْ يَحْمي سِياجَهْ
لا غَيْمَ أَمْطَرَ أَرْضَهُ *** إِلّا تَقاسَمْتُمْ خَراجَهْ
ما مِنْ وُلاةِ أُمورِهِ *** مَنْ ما قَضى لِلشَّعْبِ حاجَهْ
كَمْ مِنْ مَريضٍ مُعْدَمٍ *** ما أَمَّنَ الوالي عِلاجَهْ!
كَمْ مِنْ فَقيرٍ دونَهُ *** قَدْ غَلَّقَ الْوالي رِتاجَهْ!
كَمْ مَنْ يَتيمٍ لَمْ يَجِدْ *** ما قَدْ يَبُلُّ بِهِ وِداجَهْ!
لَمْ تَدْعَموا بَحْثًا، فَلَمْ *** نَلْبَسْ سِوى صُنْعِ الْخَواجَهْ
وَبِدونِ زَيْتٍ كَيْفَ يُشْعِلُ باحِثٌ لَيْلًا سِراجَهْ؟!
لا فَخْرَ أَنْ لَمْ تُعْدِموا *** كُلَّ امْرِئٍ أَبْدى احْتِجاجَهْ
فَلِنَسْلِها وَحَليبِها *** لا يَذْبَحُ الرّاعي نِعاجَهْ
سَنَظَلُّ في ذَيْلِ الوَرى *** حَتّى يَرى الطّاغي الْعَجاجَهْ
وَإِذا رَأَيْنا أَعْوَجًا *** بِالسَّيْفِ قَوَّمْنا اعْوِجاجَهْ
وَإِذا رَأَيْنا فاسِدًا *** بَتَرَتْ يَدُ الْقاضي خُراجَهْ
إِنّي نَصَحْتُ، وَلا أُريدُ عَلى النَّصيحَةِ لَوْ دَجاجَهْ
كَمْ مِنْ مَليكٍ غافِلٍ *** قَدْ ضَيَّعَ الْحُجّابُ تاجَهْ
إِنْ لَمْ نُحَكِّمْ شَرْعَنا *** سَيُفَجِّرُ الضَّغْطُ الزُّجاجَهْ
——————
جواد يونس