أرسلتْ لي ابنتي نداء – كانت تبلغ من العمر حينئذ أحدَ عشر عاماً وتعيش في الأردن وكنت أقيمُ في بلدٍ آخر- رسالةً تطلب فيها أن أكتب لها أبياتاً من الشعر أهجو بها المدرسة التي تدرس فيها ، فكان مني هذا الرد:

كتبتْ إليَّ بنيّتي وغريبُ ما طلبـتْ نداءْ
أهجو لها بعضَ الأنامِ وهكذا كانَ الرّجـاءْ
فأجبتُها هذا الجوابَ ينوبُ إذْ عزَّ اللـقاءْ
أبنيتي إنَّ المثالـبَ لا تُعـالجُ بالهجـاءْ
بلْ بالحوارِ الهادفِ البنّاءِ يحدوهُ الإخـاءْ
والصبرِ والعملِ الدّؤوبِ معَ التّوَجّهِ للسماءْ
والعزمِ والأملِ الحميدِ يليهِ إخلاصُ الدُّعاءْ
أمّا الهجاءُ فذا سلاحُ العاجـزينَ عن البناءْ
لوْ كانت الدّنيا نهاراً دائـماً فيهِ الضـياءْ
أفلا نتوقُ إلى الدُّجى يزدانُ في جُنحِ المساءْ
أبنيّتي إنّ الحيـاةَ لزامـُها بعـضُ العنـاءْ
عذراً بنيّةُ لمْ أُلـبِّ وما تعمـّدتُ الجفـاءْ
إذ ليسَ منْ شِيمي المديحُ وليسَ من شيمي الهجاءْ
وتحيّةً منّي إليكِ عبيرها الحـبُّ، الوفـاءْ
شعر: نجم رضوان