عَفَتِ الدِّيـــارُ فلا مجيـبُ 
وتنهَّـــدتْ تلـك الــــــدُّروبُ
وتأوَّهـَــــتْ حُـرَقُ الأسى 
لمَّـــا تزاحمــــتِ الخُـطـوبُ
تبكـي دَمَــــاً وبكاؤُهــــــا 
مــرٌّ.. تحَجَّـــرَ لا يـــــذوبُ
الحـــــزنُ مَـــــزَّقَ قلبَــها 
والقهــرُ والغــدرُ المريـــبُ
والويـــل أضنـــاهــا فقــد 
مَـــــلَّ المُنـــوَّمُ والطبـيـــبُ
ويهيضـُـها صوتُ العويل ِ 
فتنثـــــــــني لا تستـجــــيبُ
مــا للشـــــآم ِ بوجهـِــــها 
الأحلى النَّــديِّ بـدتْ نـُدوبُ
مــا للشــــآم ِ يسومُــــــها 
خـَسْفـــــاً عـــدوٌ أو قريــبُ
مــا للشـــآم تكـــــــالبــتْ 
من حولها أممٌ …. شعـوبُ 
تغفـــو لتنسى هولـَـــــهَـا 
ويقضُّ مضجعــَها النـَّـحيبُ
ما للشــَّــآم ربــــــوعُهــا 
احترقت ْوتبكيـها السُّهــوبُ 
وتمـزَّقــــــت أشــلاؤُهــا 
فتفطـَّــرت منهــا القلــــوبُ
سَحْقٌ .. أبابيــل .. لظــىً 
– ربَّــاهُ – تدميـــرٌ رهيــبُ
تعبتْ تنادي العُـرْبَ : إنَّ 
الأمرَ – يا قومي – عجيبُ
من لي سواكـــم أخـوتـي 
إنـِّي تفتــِّتــني الكــــــروبُ
لكنـَّهــــا ضاقــــــتْ بهـم 
ذرعـــاً وليس لهــا مُجيـبُ
يــا عـرْبُ أين سُراتـُكم ؟ 
جنحـوا وكلـُّهمُ ذنــــــــوبُ
يا عـرْبُ أيـن جيوشكم ؟ 
خنعتْ وأضنتها الحروب!!
يا عرْبُ أين شعوبـُكم ؟ 
حتـَّـامَ تركــــنُ لا تثـــوبُ
الشام ُتذبحُ كـــــــلَّ حين ٍ 
والـورى عنهـــا غريــــبُ
ربَّـــاه فـــــــرِّج ْ كربَهـا 
ربـَّاه أنتَ المُستجيــــــــبُ 
شعر / إبراهيم الأحمد