ذهبت ذات يوم من نيوجيرسي إلى مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا لاستخراج جواز سفر – جواز السفر يُستخرج في العادة عن طريق البريد، لكن إن أردت استلامه في الحال عليك التوجه لأحد المراكز الرئيسية، وكانت فيلادلفيا أقرب تلك المراكز.  تقدمت بالطلب للموظف المسؤول ودفعت الرسوم المطلوبة، فأخبرني الموظف أن عليَّ الانتظار حوالي تسعين دقيقة من أجل استلام الجواز.  لم أنتظر في دائرة الجوازات بل توجهت لأقرب حديقة عامة وجلست فيها انتظر.  جاءت فتاة في العشرين من عمرها مصطحبةً كلبَها دون أن تمسك برباطه، اقترب الكلب مني فخشيت أن يلامسني فتنجُسَ ثيابي، فما كان مني إلا أن دفعته بحذائي دفعةخفيفة فانصرف. بعد مضي ما لايزيد عن خمس عشرة دقيقة فوجئت برجل أمن واقفاً أمامي وبادرني بالسؤال:"لماذا ضربت الكلب؟" أخذت بالتفكير ماذا عساني أن أخبره وكيف أشرح له موضوع النجاسة، وبدأت بقولي: "أنا مسلم" فاستوقفني الرجل في الحال قائلاً :"أنا مسلم أيضاً، فهمت الان لماذا دفعت الكلب، لا عليك سأشرح الأمر للفتاة "، وانصرف. حمدت الله أن الأمر انتهى عند هذا الحد ولولا لطف الله لاقتادني الرجل مخفوراً إلى مركز الأمن، وترحمت على الإمام مالك رضي الله عنه الذي أفتى بعدم نجاسة الكلب وعدم نجاسة لعابه، وقلت في نفسي: ليتني أخذت برأي الامام مالك ولم أعرّض نفسي لمثل ذلك الموقف.
نجم رضوان