نبلســـــــمُ الجرحَ بالآياتِ والتـُّـــرَبِ
ونجعـــــــلُ النـزفَ أنهاراً من العتـبِ
هــذي شــــــــآمُ بلادِ الله قــاطبـــــــــةً
تئـــــــــــنُّ قهـراً ولا تجــثو لمغتصبِ.
نبلســــــمُ الجرحَ لا نخشى على أحــدٍ
عشــــقُ الشهـادةِ فوقَ المالِ والـذهبِ
نقــــــومُ للموتِ وقـــتَ الفجرِ مئذنــةً
تدعو إلى الثأرِ في حمصٍ وفي حلبِ
"أبا الوليدِ" سيوفُ اليـومِ من غضَبٍ
عذراً  نزارُ تركنـــا "سيفنــَا الخشـبي" .
هنـــــــــــا بيــوتٌ حماماتٌ على شــــجرٍ
فيهــــا النـوافذُ طهــــرُ النبضِ والهُــدبِ
تـــــــــروي الأحاديثَ عنها كــلُّ ممطــرة
وكيـــــفَ تســكبُ ماءَ العينِ في السُّــحبِ
 وكيــــــــــــفَ تدنو إلى العلياءِ ممســــــكةً
ضفائـــــــــــرَ الأرضِ شــلالاً من القصــبِ.
أرادهـــــــــــا اللهُ أن تبقــى مدى زمـــــنٍ
مهـــــــدَ النواقيسِ، والآذانِ ، والكــُـــتبِ
بــوابــــةَ القدسِ من "تومـــا" ،إلى قدمٍ
طهـــــــــــــرُ النبـــوةِ علاّها على الشُّهبِ
هـــــــــذي الشـــآمُ ، فراديسُ الألى نُسـِبتْ
لأطيــــــــــبِ الأرضِ، كم يسمو بها نســبي
كم طالـــــــــــــها الحقـــدُ أجيالاً بلا ســـببِ
 ومسّـــــــــها الظــلمُ جبــاراً مدى حِقـَـــــبِ
تكبــــــــو وتنهض ُ مثلَ القمحِ وارفــــــــةً
وتمنـــــــحُ الخيــرَ رغمَ الجــوعِ والنــُّـوَبِ
لكنــــــــــها اليوم ذاقت مــرَّ نائبــــــــــةٍ
ظلــــــمُ الأقاربِ فوقَ الظلــــــــمِ  والكـَـرَبِ
ويأمــــــنُ الناسُ للراعي وإن غفلــــــــوا
يســـــــطو على الناسِ ، بالتلفيق والكذبِ
يكهــــــربُ الريــحَ كي تصحو على شُـعلٍ
ويقفــــــــــــل المــاءَ كي يبقى على لهــبِ
ويســــــــرق الأرضَ ما أخفت وما عـَلنت
وما ستعــــــــطي غــداً من خيرها الرَّطـِبِ
حامـــــــــــي البلاد حراميها فلا عجـــــبٌ
لو جاعـت الناسُ ، أو ضاقت من التعــبِ.

شعر:مردوك الشامي