مهداة إلى روح الشهيد عبد العزيز الرنتيسي (رحمه الله) في ذكرى استشهاده.

رَأَيْتُ الصَّقْرَ في الْجَوِّ الْفَسيحِ *** يُحَلِّقُ، لَمْ يَخَفْ مِنْ عَصْفِ ريحِ
وَلَمْ يَعْبَأْ بَأَطْيارٍ بُغاثٍ *** تَساقَطُ إِذْ سَما عالي الطُّموحِ
لَهُ قِمَمُ الْجِبالِ وَلَيْسَ يَرْضى *** بِوِدْيانٍ وَأَقْدامِ السُّفوحِ
سَأَلْتُ الصَّحْبَ: مَنْ هذا فَإِنّي *** أَراهُ وَقَدْ عَلا فَوْقَ الصُّروحِ
يَبُزَّ الْكُلَّ، حَلَّقَ لا يُبالي *** وَأَخْشى غَدْرَ صَيّادِ السُّطوحِ
فَقالوا: ذلكُمْ حُرٌّ جَسورٌ *** وَصَقْرُ كَتائِبِ الْعِزِّ الرَّدوحِ 
وَنِعْمَ الْقائِدُ الْفَذُّ الْمُفَدّى *** يَقودُ جَحافِلاً في خَيْرِ سوحِ
طَبيبٌ بارِعٌ، فَطِنٌ، وَأَنْعِمْ *** بِشَيْخٍ طاهِرٍ وَرِعٍ سَميحِ
وَ(يِبْنا) كَمْ بِهِ افْتَخَرَتْ، فَهذا *** رَفيقُ الشَّيْخِ ياسينَ الْكَسيحِ 
مَنِ الْأَعْداءُ تَخْشاهُ وَكانَتْ *** لَهُ الْكُرْسِيُّ كَالْفَرَسِ الْجَموحِ
لَكَمْ رَهِبَتْهُما جُنْدُ الْأَعادي *** فَأُثْخِنَ وَهْمُ بَاغٍ بِالْجُروحِ
وَخاطَبَ فارِسُ الْمَيْدانِ دَوْماً *** جُنودَ الْبَغْيِ بِالْقَوْلِ الصَّريحِ
وَقالَ لَنا: حُروفي مِنْ رَصاصٍ *** وَأَفْدي الْمَسْجِدَ الْأَقْصى بِروحي
وَذي لُغَةٌ سَيَفْهَمُها الْأَعادي *** أَفاعي هُمْ وَضَجَّتْ بِالْفَحيحِ
أَظَنَّ عَدُوُّنا نَرْضى هَواناً *** فَلا وَاللهِ لَسْنا بِالْقَدوحِ 
فَذا الْقَسّامُ دَكَّ الْبَغْيَ دَكّا *** جَحافِلُنا كَما الْفَرَسِ السَّبوحِ 
وَأَنْفُسَنا لِرَبِّ الناس بِعْنا *** سَبَقْنا الْكُلَّ لِلْبَيْعِ الرَّبيحِ
وَنَرْفُضُ أَنْ نُسَلِّمَ لِلْأَعادي *** فَسِلْمُ الذُّلِّ كَالْفِعْلِ الْقَبيحِ
هُمُ مَنْ قَتَّلوا رُسُلاً وَراموا، *** فَخابَ السَّعْيُ، صَلْباً لِلْمَسيحِ
وَكَيْفَ يَكونُ لِلْأَعْداءِ عَهْدٌ *** وَغَزَّةُ قَدْ غَدَتْ مِثْلَ الذَّبيحِ
سَيُنهي الاِحْتِلالَ جِهادُ شَعْبي *** وَلَيْسَ الذُّلُّ ظُلْماً بِالْمُزيحِ
فَيا (عَبْدَالْعَزيزِ) جُزيتَ خَيْراً *** عَنِ الْإِسْلامِ وَالْأَقْصى الْجَريحِ
وَيا مَنْ خُنْتُمُ الْأَقْصى فَهُنْتُمْ *** بَقَلْبِ الْقُدْسِ أَنْتُمْ كَالْقُروحِ
عَلى حَبْلِ السِّياسَةِ كَمْ رَقَصْتُمْ *** كَبُهْلولٍ وَمُحْتَرِفٍ مُشيحِ 
وَإِعْلامٌ لَكَمْ أَضْحى بَغِيّاً *** مُهَمِّتُهُ: لَكُمْ كَيْلُ الْمَديحِ
يُصَوِّرُ ذُلَّكُمْ نَصْراً مُبيناً *** كَأَنَّ بِـ(أوسِلو) فَتْحَ الْفُتوحِ
غَنائِمَ حُكْمَ شَعْبي قَدْ تَخِذْتُمْ *** فَصارَ الشَّعْبُ كَالشّاةِ الْمَنوحِ
يَعيشُ اللِّصُّ في قَصْرٍ مُنيفٍ *** وَنِصْفُ الشَّعْبِ في غُرَفِ الصَّفيحِ
وَجُلُّ الشَّعْبِ مِنْ بُؤْسٍ يُعاني *** وَمالُ الشَّعْبِ نَهْبٌ لِلنُّبوحِ 
جَلَبْتُمْ كُلَّ عارٍ وَاقْتَتَلْتُمْ *** لِتَقْسيمِ الْغَنائِمِ وَالسُّروحِ 
سَيَنْبُذُكُمْ رَبيعٌ في بِلادي *** أَرى أَزْهارَهُ تَشْفي جُروحي
________________
 جواد يونس