تَذَكَّرتُ ذاكَ الطِّفلَ .. يَجلِسُ في الضُّحَى

عَلَى سَطْحِ بَيتٍ .. يَستَظِلُّ خَيالَهُ

يُكَحِّلُ عَينَ الشَّمسِ بالتَّـــوقِ والمُـنَى

ويُطْلِقُ عَن أُفْقِ الصَّهيلِ عِقَالَهُ

يَحُـومُ عَلَى الأَوهامِ صَقْرَ تَأَلُّقٍ

لِيَصطَادَ مِنها في النُّفُوسِ جَلَالَهُ

وتَنـمُو بِهِ الأَحلَامُ تِنِّـــينَ لَهْـفَةٍ

يُؤَمِّمُ في دُنيَا الهيامِ ظِلَالَهُ

تَمُـدُّ لَهُ الأَلوانُ أَجنِحةَ الرُّؤَى

وَكُلُّ مَدًى يُؤْوِي إِليهِ غِلَالَهُ

يَعُودُ بِها كالسِّندِبادِ مُحَـمَّلًا

فيُوقِرُ مِنها في الأَماسِي جِمَـالَهُ

ويَفْخَرُ مِنها أَربَعِينَ مَنارَةً

تَصُبُّ لَهُ الإِحساسَ ؛ عَلَّ سُؤَالَهُ …

… مَضَى ؟! أَمْ تُرَى أَنْ الحَياةَ بِلُؤْمِها

تُغَـــيِّبُ في رَهْجِ الضَّلَالِ ضَلَالَهُ ؟!

لَئِن كَمَّـــمَتْ رُؤْياهُ بالأَرضِ إنَّني

أُميِّزُ مِن دُونِ الغُبارِ سُعالَهُ

تَقاسَمْتُ إِرْثَ الحُـزْنِ بَينِي وبَينَهُ

فلَـمْ نُبْقِ .. حَتَّى ثَوبَهُ ونِعالَهُ !

… وُجِدْتَ لِنَبقَى يا شِرَاعَ غِوَايَتِي

سَنَطْوِي عَلى كَرِّ الرَّحِيلِ رِمالَهُ

وَنَنشُرُ في الآفاقِ عِطْرَ تَوَلُّعٍ

ونَبرِي لِقَوسِ الأُمنِياتِ نِبالَهُ

ونُلقِي بأَطواقِ النَّـــجَاةِ لِكُلِّ مَن

يُدافِعُ في جُبِّ الوُجُودِ حِبالَهُ ..!

شعر:حسنين سلمان مهدي