مَـــاذَا وَلَوْ نَشَــرَ الأنَــــامُ سَلاَمَــا
شَرِبَ الظَّــــلاَمُ تَحِيَّـــةً وَ غَرَامَــا ؟
*
مَــاذَا وَ لَوْ عَــــادَ الجَمِيــعُ لِفِكْـرَةٍ
وَمَشَى الجَمَـالُ إلَى القُلُـوبِ فَنَامَـا؟
*
إنِّـي لَأحْلُــــمُ بِالضِّيَـــــاءِ يَضُمُّنَـا
مِثْلَ الزُّهُـــورِ نُعَـــانِقُ الأحْلاَمَــا
*
فَمَتَى تُرَفْـرِفُ فِي السَّمَــاءِ قُلُوبُنَـا
بَيْضَــــاء تَعْـزِفُ نَغْمَـــةً وَوِئَامَــا
*
صَافِـحْ أخَــاكَ فَأنْتَ أجْملُ شَمْعَـةٍ
وَبِحُبِّنَــــا سَنُجَـــــــدِّدُ الإسْلاَمَــــا
*
يَا أبْيَضَ القَلْبِ الجَمِيلِ ألاَ احْتَرِقْ
لِتَـذُوبَ فَوْقَ العَـــالَمِيـنَ خُزَامَــى
*
لاَ لَمْ يَمُتْ مَنْ عَـاشَ يَحْمِـلُ وَرْدَةً
حَتَّى وَلَوْ عَشِـقَ الصًّديــقُ ظَلاَمَـا
*
اِغْرِسْ حَنَانَـــكَ بَيْنَ كُلِّ حَضَـارَةٍ
وَاضْمُـمْ يَدَيْــكَ مَخَافَـــةً وَ مَقَامَــا
*
كُـنْ هَكَــذَا مِثْلَ الرَّسُـــولِ مُحَمَّــدٍ
وَارْسُـــمْ بِحُبِّــــكَ جَنَّــةً وَ خِيَامَــا
*
الآنَ أدْرِكُ لِلتَّسَـــــــامُــحِ عِبْــــرَةً
لَوْلاَ التَّسَــامُـــــحُ مَا رَأيْتَ إمَامَــا
*
فَتَحُوا القُلُوبَ بِصِدْقِهـِمْ وَجِرَاحُهُـمْ
لاَ لَمْ تَكُـــنْ فَوْقَ الوُجُــوهِ سِهَامَــا
*
الحُـبُّ وَ الكـَــرَمُ الجَمِيــلُ مَنَــارَةٌ
لَوْلاَهُمَــــا غَـرِقَ الوُجُـــودُ لِئَامَــا
*
لاَ لَمْ يَكُنْ صَـوْتُ المَـــدَائِنِ شُعْلَـةً
إلاَّ وَ قَلْبُ العَــــاشِقِيـــنَ تَسَــامَــى
*
أنَا لَا أرَى الأبْطَـــــالَ إلاَّ زَهْـــرَةً
عَبَقَتْ لِتَنْشُـرَ فِي الدُّجَــى أنْغْامَــا
*
لاَ لَمْ يَعـُــدْ قَلْـبُ المَـدِينـَـــــةِ مَيِّتًـا
مَادَامَ يَنْبِـضُ شَمْعَــــةً وَ كِـــرَامَــا
*
لَمْ يَبْـــــقَ إلاَّ أنْ نُعَطِّــــــرَ ظِلَّنَـــا
هَيَّــــا تَعَـــالَ وَ صَافِـــحِ الأعْوْامَــا
*
دَعْنِي مِنَ المَاضِي الحَـزِين فَإنَّنِي
مَـزَّقْتُ كـُلَّ ثِيَـــــــابِــــهِ إقْـــدَامَــا
*
وَطَنِي الجَرِيــحَ ألاَ تَزَالُ مُهَاجِـرًا 
نَحْوَالغُـــرُوبِ تُسَجِّــــلُ الأفْلاَمَــا
*
آنَ الأوَانُ لِكَــيْ نُعَانِــــقَ جُرْحَنَـا
هَـــاتِ الـــدَّوَاءَ وَ فَجِّــرِ الأقْلاَمَـا
*
وَدِّعْ خُرَافَـــــةَ مَنْ أرَادَ دِمَـــاءَنَـا
لِيَبِيعَهَــــا وَ يُمَـــــزِّقَ الأرْحَــامَــا
*
هَــذِي المَــوَدَّةُ جَنَّـــةٌ وَ حَضَــارَةٌ
وَهِـيَ السَّفِينَـــةُ أغْـرَقَتْ حُكَّـــامَـا
محمد الصالح بن يغلة