يا نوْرس الحــزْن ليْسَ الحـزْنُ يُبْكِــــيْني 
قدْ جفّ دمْعــي وضَنّ الغيْــثَ تشْريْني
.
لمْ يبْـــرح القلْــبَ هـــمٌّ قـــدْ ألَــــمّ بهِ 
من الفـــــراق وقــدْ جَفّــتْ رياحيْــــني
.
فالــروْح عطْشى لعذْبٍ (كوْشلٍ) عَطِـرٍ 
ماكان غيْـــرُه فـــي الآفـــاق يرْويْـــني
.
وللْقنـــــــاطر أسْــــــفارٌ ترتّلنــــــــــي 
تلامس القلْـــــب منْ حيْــنٍ إلى حيْنِ
.
والعمْــرُ يحْضــنُ ذِكْـــرى عانقتْ عَبَـقاً 
منْ ريْحـةِ (القبْع) أوْ (حــيّ الطواحيْنِ)
.
منْ يشْتري العمْرَ منّي كيْ أشمّ ثرى 
أطْــلال يبْـــــروْدَ أوْ أهْديْـــه سِتّــــيْني
.
سحائب العشْق في يبْــروْد ما وشلتْ 
إلّا وأيْنـــــع بالتسْبـيْــح نسْـــــريْنــــي
.
فالقلْــــبُ ينْبـــــضُ مشْتــــاقاً لرؤْيتــها 
وشهْدها الحـــبُّ يجْــري في شراييْني
.
ياسنْدس الروْح يا حضْناً حوى شغفــي 
جــلال نــــوْرك يكْفيْـــــني لتكْفيْـــــني
.
سأغْسل الحزْن منْ قلْبي كما غسلتْ 
غمامـــــة الطهْــــرِ أرْياش الشواهيْـــنِ
.
وأنْثر الحُبّ منْ روْحي الّتــــي عشقتْ 
أرْض الشهامـــة مـــنْ بُصْـــرى لعفْريْنِ
.
ومـــنْ عراقٍ بَكـــــتْ ليْــــلاه منْ ألَــمٍ 
إلـــى الحبـيْبِ الـــذي تهْـــوى بحطّيْنِ
.
وأكْتـبُ العشْقَ أبْــهى أحْـــرفٍ نطقتْ 
في عالم الصمْت مسْكاً فـي دواويني
.
على صحــائف أشْــجانٍ وقــدْ جُبِـــلَتْ 
في غيْهب السهْد منْ مائي ومنْ طيْني
.
يبْروْد أهْلــــوْك ما ملّـــــوْا وما وهنـــوْا 
هـــمُ الأشـــاوس هـــمْ شمُّ العرانيْنِ
.
أقـــوْل ماقـــلْت لاخوْفـــــاً ولاطمعـــــاً 
وأطْلـــب المـــوْتَ لوْ شَحّتْ موازيْنــي
.
لمْ أخْشَ فـــي الله لــوْم اللائميْـن لنا 
فالله ربّــــي وشـرْع المصْـطفى دِيْني
____________
ماريا الشيخ