شموخُ هامَتِها أضحى لنا دَرْسا 
يُعلِّمُ القلبَ ألّا يَعْرِفَ اليأْسا
شمسٌ منَ الطُّهْرِ في أرواحِنا طَلَعَتْ 
وكيفَ ينبُتُ ورْدٌ لا يرى شَمْسا
هيَ العَروسُ وثوبُ العِزِّ طَرْحُتُها
وفي السّماءِ غدا إيمانُها عُرْسا
تهفو إليها قلوبُ الناسِ عاشقةً 
حتَّى تعلِّمَ ما معنى الهوى قَيْسا
هاتي القواميسَ حتى يرتوي قلمي
فإنَّ حُسْنكَ أعْيا الجِنَّ والإنْسا
مِنْ نهْرِ وَصْلِكِ إنْ ذاقَ الفؤادُ هنا
هوَ السعيدُ فلا يشقى ولا يأْسى
ونَظْرَةٌ مِنكِ تشفي الصَّبَّ مِنْ أرَقٍ 
ونظرةٌ لكِ تمحو البأسَ والبُؤْسا
خمسونَ عامًا على البأساءِ صابرةٌ
إذا نسينا فإنَّ اللهَ لا يَنْسى
متى يعودُ صلاحُ الدِّينِ يا أسفى
حتَّى يُحرِّرَ منْ أعدائِنا القُدْسا
حتى يطهِّرَها مِنْ رِجْسِ أرْجُلِهِمْ 
فالقُدْسُ أقْدَسُ منْ أنْ تعرفَ الرِّجْسا
أدْعو لها كلَّما دوَّتْ مواجِعُها
في الفَجْرِ يذكرُها قلبي وإنْ أمسى
يا قُدْسُ صَبْرًا جميلًا إنْ هُمُ مَكَرُوا 
وإنْ مِنَ الصَّخْرِ أضْحى قلْبُهُمْ أقْسى
بُثِّي إلى اللهِ شكواكِ التي حُبِسَتْ 
ثُوري على الظُّلْمِ هيَّا زلْزِلي الحَبْسا
مهْما طَغى الظُّلْمُ.. يومُ الفَصْلِ موعِدُنا
لا بُدَّ لِلْفُلْكِ بعْدَ اليمِّ مِنْ مَرْسى
غدًا تجفُّ دموعُ القُدْسِ مِنْ فرَحٍ 
ويصبحُ النصْرُ في أرجائِها عُرْسا
_____________
أحمد عرابي الأحمد