اُكتبْ عن الشَّام في الإِصباحِ والغَسَقِ
وقــــلْ أعـــوذُ بربِّ الـــنَّاسِ والــــفَلَقِ

وانــــثُر أَنِينــــكَ فَوقَ الماءِ في بردى 
من يَعشـــقُ الشَّام لا ينجو منَ الغَرَقِ

فالــــحُزنُ يَعبــــرُ في شريانِ موطِنِنَا
والظُّـــلمُ يَـــعبَثُ بالـــرَّيحانِ والحَبَقِ

قَــصَّت عُيونـــكِ ياشَــــهبَاءُ مَلــحمةً
والـــــدَّيرُ تُكملُ مافِي الكونِ من أَرَقِ

إِنَّــــا بــــإِدلبَ نَـــــارُ البَــــغيِ تَـحرِقُنَا
قــلبِي تَلظى فجَال الشِّـعرُ في وَرَقِي

أمُّ الــــفِداءِ حَمَـــاةُ الــــدُّرَّةُ اتَّكَـــــأَتْ
عـلـى الجَبِينِ شُـــعَاعًا مُلهِبًـــا أُفُـقِـي

حِمصُ الصُّمودُ ومَا أَحـلَى ضَفَــائِرهَا
كالشَّمسِ تُـــــرسِلُ أَلوَانًا من الشَّـفَـقِ

والــــخَصمُ يَـــوعِدُنا بـالمِـوتِ زائِرُنـا
والـــحِقدُ بــــاتَ كَلَيـــلٍ مُبــــهَمٍ نَزِقِ

تَبكِي القَصِيدَةُ إنْ لم يَبكِ صــاحِــبهَا
دمًــــا يَسِـــيلُ على الآفَـاقِ والطُــرُقِ

تِلكَ الخَواطرُ ريحَ الموتِ قد حَــملَتْ
فأصـــبحَ الصَّـبرُ أنهارًا مـــــن الــغَدَقِ

فـــانهَض وقَاوِم ذُيُولَ الظُّلمِ يا قَــلَمًا
واغرسْ بنُوركَ سَهمَ الحَقِ في الحدقِ

فالشَّـــــــعبُ يُـــــدركُ أنَّ النَّصرَ يرقُبُهُ
والله يــــخذلُ مـــــن بالله لــــــم يَثِقِ

هــذي الرِّجالُ بأرضِ الشَّام قد رسمت 
دَربُ الـــــكَرامَةِ دُســـتُورًا لمُــعتَـــنِــقِ

فاصدَحْ بِصوتكَ مِلء الكونِ كنْ رَجُلًا 
يَأبَـــى المَهَانةَ فـــــي الدَنيا ولم يُطِقِ

لا نَــــومَ يَحـــلُو ودَمــــعُ الأمِّ مُنــهَمِرٌ
فاهجُـــرُ رقَــــــادكَ يا سُوريُّ واستفقِ

وارفَــــع جَبِينَك للعَلــــيَاءِ مُمـــتَشِــقًا
ســــيفًا يُـــزَلزِلُ جَيشَ الإِفكِ وانطلقِ

محمد أيهم سليمان